** بين فينة وأخرى تقتحم خصوصيتك رسائل تسويقية لباقات شركات الاتصالات. وبغض النظر عن محتواها الدعائي، وبنائها الركيك، فإن الباقات التي تسوِّق لها لخدمة البيانات، أو الاتصالات، فارغة المضمون نظرًا لواقع الخدمة الذي يخالف محتوى تلك الرسائل.
** ففي الوقت الذي ينتظر فيه العميل خدمة راقية في المكاتب، وتجاوبًا سريعًا من خلال مراكز الاتصال، وشبكة تغطي أماكن وجوده وتنقلاته، يفاجَأ بدعايات تغطي شاشات الفضائيات، ولوحات الطرق، وتتجاوز ذلك إلى كل جهاز اتصال. والمشكلة أن بعضها يسوِّق لباقات شبه مجانية، والشركة تعلم أن العميل لا يستفيد منها لعدم كفاءة الشبكة!!
** لقد نسيت شركات الاتصالات أو تناست أن أهم وأقوى وأسرع دعاية لخدماتها هي (جودة الخدمة)، والعناية بالعميل، والاهتمام بطلباته واتصالاته التي لا يجد من يجيب عليها في مراكز الاتصال، مكتفية بردود آلية، تأخذ المتصل في مساريب التحويلات الداخلية التي لا تحل مشكلته!!
** أقول هذا والأمثلة كثيرة، فمشتركون بالآلاف يشتكون سوء الخدمة رغم وجود الأبراج أحيانًا وسط المخططات والأحياء التي يقطنون فيها، وتوصيلات الألياف في بيت دون آخر في الحي الواحد، بل في موقع أو منزل واحد تعمل الخدمة في زاوية دون أخرى.
** لقد تجاوزت خدمة الجوال في السعودية عقدين من الزمن، وكان المشترك يقبل أو يتغاضى عن القصور في بداياتها، لكنه لم يعد يقبل هذا بعدما يزيد على عشرين سنة من انطلاقتها، وتعدد الشركات العاملة في مجالها، واعتماده في كثير من شؤون حياته عليها.
** رؤية السعودية 2030 تنص على إيصال خدمات الاتصالات إلى كل قرية وهجرة، في حين أن الشركات متراجعة كثيرًا عن هذا المستوى. فعلى سبيل المثال بعض أحياء مكة المكرمة التي لا تفصلها سوى كيلوات بسيطة عن المنطقة المركزية تشكو من سوء شبكات الاتصالات في الوقت الذي كان من المفترض أن تبدأ فيها تقنية الجيل الخامس، فما بالنا بغيرها من المدن، فضلاً عن القرى؟!
** نذكِّر شركات الاتصالات - وإن كانت هناك فروق نسبية بين خدماتها - أن المشترك (ما وده) بإنترنت ولا دقائق اتصال مجانية، ولكن (وده) بخدمة تناسب ما يدفعه، في حين أن الخدمة لا ترقى لتلك الأموال المتحصلة منه!!