مجدداً .. تعدُّد "الطبّاخين" يفسد سلوك الدوحة "المتخبطة" ويبعدها عن محيطيها الخليجي والعربي

محلل لـ"سبق": ما تفعله سببه وجود أكثر من توجّه يقود ويرسم خطوات البلاد بحسب مصالحه
مجدداً .. تعدُّد "الطبّاخين" يفسد سلوك الدوحة "المتخبطة" ويبعدها عن محيطيها الخليجي والعربي
تم النشر في

أكّد محلل سياسي، لـ "سبق"، أن ما أوردته وكالة "رويترز" عن تعثر المحادثات السعودية - القطرية، حمل جملة من المغالطات التي لا يقع فيها المبتدئ في عالم السياسة والإعلام، فضلاً عمّن امتهن صناعة الإعلام الذين يعد الوجه الآخر للسياسة، فلا يوجد إعلام دون سياسة، ولا سياسة دون إعلام.

وقال أستاذ الإعلام السياسي الدكتور عبدالله العساف؛ إن من تابع الأزمة القطرية منذ حدوثها أدرك موقف الرباعي العربي منها وبأنها صغيرة جداً جداً، وما يدعم هذا أن الرباعي العربي المقاطع لقطر نتيجة سلوكها وممارساتها الداعمة للإرهاب قد اتجه إلى ما هو أهم من قطر؛ بل إنه نسي أو كاد ينسى وجود هذه المشكلة التي لا تشكل في ميزانه السياسي مثقال ذرة.

وأضاف، أنه في الوقت نفسه هرولت الدوحة في جميع الاتجاهات والساحات السياسية والإعلامية باحثة عن حل لأزمتها، ورغم سهولة الحل الذي تعرفه الدوحة ونصحها به مَن لجأت إليهم إلا أنها مازالت تتخبط في سلوكها السياسي الذي يبعدها كل يوم عن محيطيها الخليجي والعربي، نتيجة وجود أكثر من توجه يقود ويرسم خطوات البلاد بحسب مصالحه الشخصية وحفاظاً على مكتسباته الخاصة.

وقال إن وكالة "رويترز" مارست التضليل من خلال المزج والخلط بين قليل من المعلومات الصحيحة وكثير من المعلومات المغلوطة، حتى تُوهم المتلقي وتأخذه إلى ما تريده الوكالة، فمن المغالطات الكبيرة أن تربط هذه الوكالة العالمية التي يُفترض فيها الحياد كناقل البريد للأخبار وتوزيعها على وسائط الإعلام المختلفة، فماذا ستقدم العلاقة مع قطر للسعودية؟

واستطرد "العساف": استضافة السعودية قمة العشرين الكبار التي أتت اعترافاً من العالم بمكانة المملكة العربية السعودية وما تحظى به من أهمية إستراتيجية؛ ليس فقط كواحدة من العشرين الكبار راسمي الصناعة الاقتصادية في العالم، لكن بمكانتها الروحية، وثقلها السياسي، ومبادراتها في صناعة السلام، ومد يد العون للجميع، وليس آخرها ما وجّه به خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- من تقديم مساعدة إنسانية للصين.

وأبان أن من المغالطات التي نسبت فيها الوكالة قطع العلاقات مع قطر، قربها من إيران، وإن كان ذلك سبباً وجيهاً لتغريدها خارج إطار مجلس التعاون، وخطورتها الظاهرة وأطماعها الواضحة في المنطقة؛ إلا أن هناك ما هو أهم وأغفلته "رويترز" وهو دعم واحتضان جماعات إرهابية محظورة ليس من قِبل دول المنطقة؛ بل من واشنطن وبعض العواصم الأوروبية، وهو ما أكّدته الدوحة أخيراً بتصديق مجلس الوزراء القطري على قانون مكافحة الارهاب، إضافة إلى تصنيف ١٩ جهة وفرداً ككيانات إرهابية، وهي ذاتها التي ذكرتها الدول الرباعية المقاطعة لقطر، وهي -في نظري- أهم بكثير من التقارب مع طهران رغم خطورته على الأمن القومي العربي.

وأبان أستاذ الإعلام السياسي: قناة الجزيرة تابعة للحكومة القطرية وتنفّذ توجهاتها، فالمصالحة القطرية - الخليجية تعني بالضرورة توقف القناة عن ممارسة فجورها الإعلامي، كما أن ورقة "الإخوان" احترقت ولا قيمة لها بعد تصنيفها كجماعة إرهابية محظورة في الدول الخليجية، وهناك توجه أمريكي بحظرها وتصنيفها كجماعة إرهابية.

وتابع يقول: الدول المقاطعة لقطر لم تمس سيادتها؛ بل على العكس حريصة على سيادتها وأمنها من خلال دعوتها إلى استقلال قرارها السياسي، وعدم رهن سيادتها بيد قوميتين تركية وفارسية لديهما أطماعهما في الخزينة والأرض القطرية.

ونوّه "العساف"؛ بأن المطالب العربية من قطر واضحة ومعلومة تحفظ أمن الدوحة واستقرارها قبل غيرها، لكن المشروع القطري التدميري أثبت فشله واستحالة تنفيذه، ولا يزال "تنظيم الحمدين" يسير بقطر وأهلها نحو الهاوية.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org