رعى أمير منطقة جازان محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، بحضور نائب أمير المنطقة الأمير محمد بن عبدالعزيز، ووزير البيئة والمياه والزراعة رئيس مجلس إدارة المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية المهندس عبدالرحمن الفضلي، على شاطئ الغدير مساء أمس، احتفالَ المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية بانضمام محمية جزر فرسان إلى برنامج الإنسان والمحيط الحيوي (MAB) التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو".
وفور وصول الأمير تجول في المعرض المصاحب لبرنامج الاحتفال تحت شعار "فرسان.. الطبيعة والإنسان"، الذي تضمَّن مشاركة أكثر من عشرين جهة أسهمت في تسجيل المحمية.
عقب ذلك بُدِئ الحفل الخطابي بآيات من القرآن الكريم، ثم ألقى الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية الدكتور محمد قربان، كلمة تحدث فيها عن أهمية المناسبة بصفة جزر فرسان التابعة للمركز هي أول محمية سعودية تنضم إلى برنامج (MAB) التابع لليونسكو، وهو ما يبرز دور المملكة القيادي في مجال حماية النظم البيئية الفريدة والتنوع الأحيائي، مع عدم إغفال الدور المحوري للأهالي في هذا المنجز، ودورهم الرئيس في حمايته والمحافظة عليه.
وثمَّن الدكتور قربان الدعم الكبير الذي يلقاه قطاع البيئة والحياة الفطرية من خادمِ الحرمين الشريفين وسموِّ وليِّ عهده الأمين ـ حفظهما الله ـ ومن معالي وزير البيئة والمياه والزراعة، كما وجَّه الشكرَ لصاحبِ السموِّ الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة رئيس اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم على دعمه ملفَ الترشيح، وكذلك الجمعية السعودية للمحافظة على التراث.
وأضاف: "لقد أطلقت المملكة في السنوات الأخيرة حراكًا بيئياً غير مسبوق؛ تمثل بإعادة هيكلة قطاع البيئة، وإنشاء وزارة البيئة و المياه والزراعة التي شملت تحت مظلتها كل الجهات ذات العلاقة، وأنشأت مراكزَ بيئيةً متخصصة وصندوقاً للبيئة، كما أطلقت حزمة من المبادرات والتشريعات، منها الإستراتيجية الوطنية للبيئة، ونظام البيئة، إضافة إلى دورها الجوهري في تحقيق المبادرات التي أعلنها سموُّ وليِّ العهد، منها مبادرتا السعودية الخضراء، والشرق الأوسط الأخضر؛ لتحقيق المستهدفات العالمية في زيادة نسبة المناطق المحمية وزيادة نسبة الغطاء النباتي، والمحافظة على الثراء البيئي والتنوع الأحيائي البحري والبري على المستوى الوطني والإقليمي، وتخفيض انبعاثات الكربون".
بعد ذلك؛ شاهد الحضور فيلماً وثائقياً بعنوان "فرسان.. الطبيعة والإنسان"، تلاه كلمة مسجلة للمدير العام المساعد لقطاع العلوم الطبيعية في اليونسكو بباريس الدكتورة شاميلا ناير بدويل تحدثت فيها بأن محميات المحيط الحيوي التي انضمت لها جزر فرسان مجموعة فريدة من الأماكن والأشخاص الملتزمين بابتكار مسارات جديدة تمهد لعلاقة أفضل بين الناس والطبيعة، ومع هذا اليوم العالمي الأول حيث تبدأ حقبة جديدة يتم فيها الاعتراف بعالمية مفهوم محمية المحيط الحيوي.
من جهتها، قالت المسؤولة الأممية: "إن المحافظة على التنوع الأحيائي في جزر فرسان سيعطينا مساهمة قيّمة لهذا الأساس، فأرخبيل جزر فرسان يمتد لأكثر من 820,000 هكتار، ويضم تنوعات بيئية برية وبحرية تؤدي إلى نظام بيئي متنوع ومهم"، مشيرة إلى أن الجزر غنية بشعب مرجانية وأراضٍ رطبة محمية بنبات القرم الأسود والأحمر والأعشاب البحرية والطحالب المالحة ذات الأهمية العالية في الحماية.
وأضافت أن كل هذه العناصر تجتمع لحماية النظام البيئي لجزر فرسان؛ لتكون عضواً نشطًا في الشبكة الدولية للحماية البيئية وبالتحديد الشبكة الدولية للمحيط الحيوي لمحميات الجزر والسواحل.
بعدها؛ قدَّم شباب فرسان فقرة استعراضية، ألقى بعدها رئيس اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم أحمد البليهد كلمة نقل خلالها تبريكات الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة بانضمام جزر فرسان بشواطئها وبما تمتاز به من تنوع بيئي وحياة فطرية نادرة، لبرنامج الإنسان والمحيط الحيوي (الماب)، أحد البرامج التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، ثم دشَّن الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز مبادرةَ مؤسسة السبيعي الخيرية "إنسان فرسان".
وفي ختام الحفل جرى تكريم الأديب والمؤرخ إبراهيم مفتاح، ووزارة الثقافة، واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، والجمعية السعودية للمحافظة على التراث، فيما تسلَّم سموُّ أمير منطقة جازان شهادة تسجيل محمية جزر فرسان في برنامج "الإنسان والمحيط".
يشار إلى أن المحمية انضمت لبرنامج الإنسان والمحيط الحيوي في 15 نوفمبر 2021م، ويعزِّز البرنامج أسس العلوم الطبيعية والاجتماعية من أجل ضمان الاستخدام الرشيد والمستدام لموارد المحيط الحيوي، وكذلك تحسين العلاقة بين البشر والبيئات المحيطة بهم لتحسين إدارة الموارد الطبيعية وجعلها إدارة فاعلة.