انطلقت، يوم أمس، تظاهرة عالمية احتفاءً باليوم الدولي لأمنا الأرض؛ لإظهار الدعم العالمي لحماية البيئة ووقف الانهيار البيئي الذي يشكل أكبر التهديدات العالمية لكوكب الأرض.
وفي التفاصيل، أكد أمين عام المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر "آركو" الدكتور صالح بن حمد التويجري أهمية هذه التظاهرة في بناء زخم كبير لدعم التنمية المستدامة والمحافظة على الكوكب الأرضي وحمايته من كل الأخطار سواء كانت ناجمة من التلوث الميكروبي أو التدهور المتواصل للتنوع البيولوجي.
وأشار "التويجرى " إلى أنه على الرغم من الجهود المبذولة، إلا أن التنوع البيولوجي يواجه تدهوراً متواصلاً في جميع أنحاء العالم وبمعدلات خطيرة؛ حيث تشير التقديرات إلى أن زهاء مليون نوع من الحيوانات والنباتات مهددة بالانقراض؛ وفي كل عام يفقد العالم 13 مليون هكتار من الغابات.
وقال "التويجري": إن التلوث يعد من أشد الأخطار فتكاً للكائنات الحية "الحيوانية والنباتية" في الأرض؛ ولم يقتصر على سطحها بل طال البر والبحر وطبقة الهواء؛ ووفق دراسة أجراها فريق أبحاث من جامعة كورنيل في نيويورك أن نحو 40% من الوفيات حول العالم تعزى إلى التلوث ومعظمها في بلدان نامية؛ ويرجع إلى عدة أسباب منها التوسع الصناعي والحضري للإنسان الذي استخلفه الله عز وجل في الأرض لقوله تعالى في سورة البقرة الآية 30: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ}؛ دونما التزام بمعايير وقائية لحماية البيئة لذا يجب على الإنسان أن يكون معمراً للكوكب لا مدمراً له؛ محافظاً على شكل الحياة فيه.
وأكد "التويجري" أن حماية الكوكب مسؤولية عظيمة على الجميع أفراداً كانوا أم جهات حكومية وقطاع أهلي لتكاتف الجهود وتكاملها من أجل وضع للتلوث بدءاً من نوعية أوعية التبضع وحاويات النفايات؛ إلى اطلاق المزيد من المبادرات لتشجير الكوكب؛ بهدف منع التلوث الهوائي واستبدال الأكسجين بثاني أكسيد الكربون وتخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة؛ وإعادة تدوير مخلفات المواد المصنعة والنفايات بطريقة للاستفادة منها بدلاً من تركها بطريقة تؤثر على الكوكب الأرضي؛ وسن المزيد من التشريعات لضمان طرق وآليات التصنيع واستدامة البيئة والمحافظة عليها وعلى مواردها الطبيعية؛ وتغليظ العقوبة على المخالفين لقوانين البيئة؛ الاهتمام بإنشاء المحميات الطبيعية من أجل تحسين البيئة وحماية الحياة البرية والبحرية وزيادة المساحات الخضراء؛ استخدام الطرق الحديثة في تنقية مياه الشرب؛ التأكيد على أهمية التربية في مواجهة المشكلات الناجمة عن سوء استخدام الإنسان للبيئة؛ نشر ثقافة المعرفة والقيم والمهارات اللازمة لحماية وتحسين البيئة.
وأوضح: تظل أخطار التغيرات المناخية كارثية على كوكب الأرض؛ إذا لم تتم السيطرة على درجات الحرارة عند مستويات معتدلة؛ في ظل وجود توقعات بحدوث سيناريوهات سلبية إذا ما تراوحت زيادة درجات الحرارة بين درجة وثلاث درجات؛ ويرى العلماء أنه للحصول على المسار الصحيح للحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية والإبقاء على درجاتها دون 1.5 درجة مئوية، يجب أن تنخفض الانبعاثات بصورة سريعة لتصل إلى 25 جيجا بحلول عام 2030.
يذكر أنه في عام 1970 تم تحديد يوم 22 أبريل ليصبح "يوم الأرض" على يد السيناتور من ولاية ويسكونسن الأمريكية غايلورد نيلسون؛ لتشجيع الأمريكيين على حماية البيئة؛ ومنذ ذلك الحين أصبح هذا التاريخ يوماً عالمياً للاحتفال بيوم الأرض.