نوّه المستشار والمحلل السياسي والأمني الأردني محمد صالح الملكاوي بمواقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الداعمة والمساندة للأردن في مختلف الظروف، مبرزاً في هذا الصدد موقفه -أيده الله- خلال الأحداث الأخيرة التي وقعت في الأردن.
وقال: إن الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- أعلنها في العشر الأواخر من رمضان أمام العالم أجمع بأن المملكة العربية السعودية تقف إلى جانب الأردن ملكاً وشعباً؛ وأن المواطن السعودي سيتقاسم لقمة الكرامة والمحبة والعيش مع شقيقه المواطن الأردني.
وأضاف "الملكاوي" الذي يترأس "شبكة سلام" للتصدي للإرهاب والتطرّف: عيون الأردنيين وقلوبهم توجهت نحو الشقيقة الكبرى السعودية عندما داهمتنا الأزمة الاقتصادية لقيادة تحرّك خليجي وعربي لإنهاء هذه الأزمة التي يمرّ بها الأردن؛ وقد جاء الفرج أخيراً مع فجر اليوم الرابع والعشرين من رمضان عندما اتصل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بأخيه جلالة الملك عبدالله الثاني، ليؤكد له أن السعودية تقف إلى جانب الأردن في محنته؛ وأنها ومعها الأشقاء في دولة الكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة لن يتركوا الأردن وحده لمواجهة شبح هذه الأزمة الخانقة.
وقال في تصريح خاص لــ"سبق": إن اختيار خادم الحرمين الشريفين "مكة المكرّمة" أطهر بقعة على الأرض مكاناً لعقد قمّة "المحبة الرباعية للأردن" (السعودية – الكويت – الإمارات – إضافة إلى الأردن) هو دلالة على أن بوصلة السعودية الإسلامية لن تقف إلا مع قضايا الأمة كما هو العهد بها دائماً، والأزمة الأردنية هي واحدة من هذه القضايا الحساسة.
وأضاف أن الأردنيين تنفسوا الصعداء أخيراً (بعد عدة أيام من الاحتجاجات في عمّان رفضاً لسياسيات الحكومة الاقتصادية، والتي أسقطوا خلالها الحكومة) عندما لاحت في الأفق من الرياض مع "سحور" يوم الرابع والعشرين بوادر وبشرى فرجٍ من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأخيه الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت، وأخيه سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد إمارة أبوظبي، بأن "الفرج" قادم، وأن هذا العيد سيكون عيدين على الأردن؛ عيد الفطر وعيد المحبة من الدول الثلاث الشقيقة؛ لهذا سيبقى الأردن على الدوام وفياً للأخوة والأشقاء، وحريصاً على أن يكون في الصف السعودي الخليجي الكويتي الإماراتي؛ وفي خندق الأمة العربية والإسلامية.
وأشار المستشار "الملكاوي" إلى أن المواقف السعودية التي عبّر عنها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان جاءت رداً على كل الفتن والشائعات التي تحاول إيران وحلفاؤها في المنطقة ترويجها لشق الصف "الأردني- السعودي- الإماراتي- الكويتي"؛ في هذه المرحلة التي تشهد فيها العديد من الدول حروباً طاحنة بين الحق الذي تقف معه السعودية وحلفاؤها، ضد الباطل الذي تدعمه إيران ومليشياتها وشياطينها.
كما أشار إلى أن إيران راهنت على إضعاف الأردن سياسياً واقتصادياً وعشائرياً؛ حتى تتسلل إليه من سوريا والعراق، وتقوم بتصدير كل ملفات الموت والدمار السورية والعراقية واليمنية التي تحرّكها إلى الأردن، وتجعله "يمناً" ثانياً، وتحاصر من خلاله السعودية من الشمال، لكن إيران لا تعلم أن الأردنيين لن يسمحوا لها بأن تطأ أرض الأردن الطاهرة، ولن يسمحوا لها أيضاً بأن يكون الأردن جزءاً من مخططها الخبيث (الهلال الشيعي)، ولن يكون الأردن ميداناً لطعن السعودية والكويت والإمارات والبحرين من الخاصرة الأردنية.
وشدد المستشار "الملكاوي" على أن السعودية تدرك صمود الأردن في وجه المؤامرات التي تشهدها الملفات السورية والفلسطينية والعراقية واللبنانية واليمنية، لهذا جاء القول الفصل من الرياض، وعلى لسان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بأن الأردن هو ضمن "البيت الخليجي" الذي لن يضام سياسياً، ولن يهان اقتصادياً ومالياً، وسيبقى الأردن على الدوام مع الحق "السعودي– الخليجي"، ولن يقبل أن يهادن أو يتراجع للوراء ويخذل الأشقاء السعوديين والكويتيين والإماراتيين، الذين يدافعون عن عزة الأمة وكرامتها في وجه المؤامرات والدسائس والتشيّع.
ونوه إلى أن العديد من وسائل الإعلام المأجورة إيرانياً روّجت أن السعودية ومعها بعض دول الخليج العربي ستخذل الأردن في محنته؛ وستتركه يصارع أمواج الرياح العاتية؛ حتى يسهل لها اصطياده، كما فعلت في سوريا والعراق ولبنان واليمن، لهذا أرسلت إيران رسائل ابتراز مباشرة وغير مباشرة للأردن حتى تضعف من عزيمته، لكنّها فوجئت بشدة الرفض الأردني الذي لن يسمح لها بأن تكون جزءاً من "حل" موهوم كاذب؛ لأنها هي أساس الفتن والمشكلات التي تعيشها المنطقة.
وخلص المستشار "الملكاوي" إلى القول بأن "قمّة مكة المكرّمة" هي تأكيد حي على أن السعودية والكويت والإمارات والبحرين هي العمق السياسي والاقتصادي والأمني والأخوي للأردن؛ الذي لا يساوم أبداً على مصداقية الأشقاء الحقيقيين الذين طالما وقفوا معنا في المحن والأزمات وأحلك الظروف.
وقدم "الملكاوي" شكره في ختام اللقاء إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك الحكمة والأصالة والحزم، وإلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أمير الشباب والريادة والمستقبل، وإلى أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح صاحب الحِكمة والأناءة والاتزان، وإلى ولي عهد إمارة أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان سليل الرجال الأوائل الذين شيّدوا إمارات العِزة، على هذه المواقف التاريخية الأصيلة مع أخيهم جلالة الملك عبدالله الثاني ومع الشعب الأردني، والتي ستبقى حيّة في قلوب وعقول الأردنيين.
وأكد أن السعودية هي الجار الأقرب للأردن وهو بوابة المحبة للأردنيين، وهي حاضنة الحرمين الشريفين في مكة المكرّمة والمدنية المنوّرة التي نتوجه إليها في صلواتنا وعباداتنا، وستبقى لنا شقيقة الخير الكبرى والسند والرديف، وسنواصل عزمنا وعزيمتنا لحمايتها بشراسة الأبطال وأخلاق الفرسان البواسل.