
يُعَدُّ البن في منطقة الباحة أحد أبرز المحاصيل الزراعية التي تُجسِّد أصالة الإنتاج المحلي، ممتزجًا بكرم الضيافة الذي تشتهر به المنطقة، إذ تتبوأ مكانة مميزة في زراعة وإنتاج أجود أنواع البن العربي، وعلى رأسها "البن الشدوي" الذي يُصنَّف ضمن أفضل الأنواع في المملكة.
وتقع مزارع البن في الباحة بين جبلي "شدا الأعلى" و"شدا الأسفل"، وتتميّز بخصوبة التربة ووفرة المياه؛ مما يجعلها بيئة مثالية لزراعة البن وتطوير إنتاجه، فيما يسهم القطاع التعاوني بدور فاعل في تعزيز هذا المجال وتوسيع رقعة الأراضي المزروعة.
وأوضح المدير العام لفرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة الباحة المهندس فهد مفتاح الزهراني، أن المنطقة تحتضن أكثر من (450) مزرعة للبن، تضم أكثر من (115) ألف شجرة تنتج أصنافًا عالية الجودة، بما يعكس مكانة الباحة مركزًا مهمًا لإنتاج البن العربي على مستوى المملكة.
وفي إطار دعم هذا القطاع الحيوي، أُنشئت أول مدينة متخصصة لزراعة البن في المملكة بمركز "معشوقة" بمحافظة القرى، على مساحة تتجاوز (1.6) مليون متر مربع، بطاقة استيعابية تصل إلى (540) ألف شجرة بن، الأمر الذي يُعزِّز الأمن الغذائي ويدعم الاقتصاد الزراعي المحلي.
وتُسهم هذه الجهود في ترسيخ مكانة البن كعلامة فارقة في قطاع الزراعة الوطني، ووجهة مميزة لعشّاق القهوة العربية الأصيلة، في الوقت الذي تواصل فيه المملكة الاستثمار في تطوير هذا المنتج الذي يُجسِّد رمزية الكرم والضيافة الأصيلة.