نظّم المعهد الدَّولي للدراسات الإيرانيَّة "رصانة"، اليوم، ورشة عمل بعنوان "الوجود الإيرانيّ في البحر الأحمر والقرن الإفريقي"، بمشاركة نخبة من الباحثين المختصين وخبراء في العلاقات الدوليَّة، للقيام بمقاربة جيو-استراتيجيَّة للوجود الإيرانيّ في منطقتي البحر الأحمر والقرن الإفريقي.
وقد افتتحت الجلسات بكلمة ألقاها رئيس المعهد الدّولي للدراسات الإيرانيَّة الدكتور محمد السّلمي، مقدماً بعد ذلك سفير جمهوريَّة جيبوتي ضياء الدين بامخرمة لدى المملكة كلمة شموليّة عن أهمية موضوع النقاش وبعضاً من الملامح والمقاربات التاريخيّة.
بعد ذلك قدّم اللواء بحري ركن مسفر الغامدي ورقةً حملت عنوان "المشروع الإيرانيّ في البحر الأحمر"، استعرض فيه تاريخ العلاقات العربية-الإفريقية-الإيرانيَّة في تلك المنطقة، والأهمِّيَّة الجيو-سياسية لكل منها في المشروع الإيرانيّ التوسعي.
بعدها تناول الباحث بمعهد "رصانة" عبدالرؤوف مصطفى عقبة "الأهمِّيَّة الاستراتيجية" لتلك المنطقة، مشيراً إلى أن السعوديَّة تمتلك أطول شريط ساحل على البحر الأحمر؛ وعليه فإنها فاعل رئيسي ومهم في هذه المنطقة.
إلى هذا ناقشت الجلسة الثانية محوراً رئيسيّاً عن "أنماط التحركات الإيرانيَّة في البحر الأحمر: الانعكاس والمواجهة"، حيث طرح فيها كل من الدكتور إبراهيم مرغني أستاذ العلوم الاستراتيجية بجامعة نايف العربية للعلوم الأمني، والدكتور صالح الموساي، والباحث بمعهد رصانة أ.نواف العيسى، قضية مخاطر التمدّد الإيرانيّ في البحر الأحمر وما يترتّب عليه، والاستراتيجية الإيرانيَّة القائمة على النظرة القطريَّة في اتّخاذ الدين جواز سفر للعبور إلى الدول الإسلاميَّة المستهدفة، وكذلك أمن خليج عدن من وجهة نظر يمنية، مع الإشارة إلى أهمِّيَّة مضيق باب المندب باعتباره صمام أمان لمصالح دول المنطقة الذي يشرف على مرور ناقلات النقط من الخليج إلى أمريكا وأوروبا مشكِّلاً عمقاً استراتيجيّاً مؤثراً على المصالح العربية والأمن القومي. فيما ناقش الباحث نواف العيسى مدى توسّع النفوذ الإيرانيّ الناعم في منطقة القرن الإفريقي، والتحديات التي قد تواجهها إيران في تصدير الثورة.
وعن "أمن البحر الأحمر: الواقع والمستقبل" قدّم الدكتور عبدالغفار عفيفي الدويك، المستشار بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أهم متطلبات الرؤية العربية لمواجهة التهديدات الإيرانيَّة في البحر الأحمر، وأبرز التهديدات المباشرة والمؤثرة على الأمن الملاحي في منطقة البحر الأحمر، ولا سيما التهديدات الإيرانيَّة. وشملت الجلسة أهمِّيَّة إنشاء مرصد للأمن البحري في إطار جامعة الدول العربية بهدف التعاون مع المنظَّمة البحرية الدولية في كل ما يتعلق بتهديدات الأمن البحري.
وأخيرا تطرقت الجلسات إلى "استراتيجية إسرائيل في منطقة البحر الأحمر" التي قدَّمها الباحث بمعد "رصانة" الأستاذ عبدالعزيز المزيني، متناولاً سعي "إسرائيل" المستمرّ لتأمين مصالحها الجيو-سياسية والاقتصادية في منطقة شمال البحر الأحمر منذ أربعينيات القرن الماضي، وعملها على تعزيز وجودها العسكري في جنوب البحر الأحمر ببناء قواعد عسكرية وتوطيد علاقاتها الدبلوماسية مع إريتريا.