لم تقتصر أهداف الزيارة الرسمية، التي قام بها رئيس موزمبيق فيليب جاسينتو نيوسي السبت الماضي إلى المملكة، واستقبله خلالها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، على أهداف تعزيز التعاون بين البلدين فحسب، فثمة هدف آخر مختلف عن الأهداف الاعتيادية للزيارات الرسمية لرؤساء ومسؤولي الدول، احتل أولوية بارزة لدى الرئيس الموزمبيقي، وحرص على تحقيقه، هو الاستفادة من تجربة النموذج التنموي الرائد الذي تطبقه المملكة، والمستمد من "رؤية 2030".
وكشف الرئيس الموزمبيقي عن ذلك الهدف المختلف في تصريح أدلى به نيوسي لقناة "الإخبارية" في اختتام زيارته، قائلاً: "السعودية بلد قوي لديه خبرة وقيادة قوية ذات رؤية، وهذا هو سبب الحاجة لتواجدنا في المملكة لمحاولة تغيير تجاربنا، لقد ناقشنا الكثير للقيام بمجالات مختلفة مثل الطاقة والزراعة والصناعات السياحية والموارد البشرية، فلدينا الكثير لنتعلمه في هذا البلد من الخبرة والمعرفة".
ويلاحظ ذكر الرئيس "نيوسي" لهدف الاستفادة من النموذج التنموي للمملكة مرتين في تصريحه في عبارتي "تواجدنا في المملكة لمحاولة تغيير تجاربنا"، و"لدينا الكثير لنتعلمه في هذا البلد من الخبرة والمعرفة"، كما يلاحظ إشارته إلى "رؤية 2030"، ووصفه قيادة المملكة بها في قوله: "قيادة قوية ذات رؤية"، وتحليل مضامين تصريح الرئيس الموزمبيقي يقود إلى استنتاجين مباشرين.
الاستنتاج الأول، نوعية الهدف المختلف للرئيس الموزمبيقي؛ تبرهن على قوة النتائج التي حققتها "رؤية 2030"، وإدراك أثرها وتأثيرها بشكل محسوس على الصعيد الدولي، وارتقائها إلى مرتبة النموذج التنموي الجدير بالاحتذاء، وهذا ما حدا بالرئيس "نيوسي" على الاستفادة منه.
والاستنتاج الثاني، تزايد الثقل الدولي للمملكة، الذي تجاوز الاقتصاد إلى معدلات التنمية التي تصل إليها عاماً بعد عام، وتنعكس في النهضة الشاملة التي تحققها في كل المجالات.