قالت المهتمة بالخطاب الحجاجي والسياسي ومهارات الاتصال، الدكتورة نوير العنزي، إن المتابع للقاءات وظهور سمو ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-، يلحظ أنه يصنع بُعدًا حجاجيًّا، يعكس البساطة والتواضع اللذين يتمتع بهما، كما يؤكد قربه من المواطنين.. مشيرة إلى أنه "منهج عُرف به سموه خلال مسيرته أو تشريفه الفعاليات الرياضية والمناسبات المتنوعة".
وأضافت بأن "صورته الأخيرة مع المشجع في نهائي كأس الملك، واستجابة سموه الكريم للشاب لالتقاط صورة، تعكس حبه لشعبه، وحب شعبه له، وتعبّر عن حالة من الانتماء بين القيادة والمواطنين. وهذه مهارات اتصالية، لا يتمتع بها إلا القائد الفطن. فمن يفهم في علم الدبلوماسية وفن الظهور الإعلامي يدرك أن سموه قادر على إيصال الرسائل بمشاهد عفوية مختصرة".
وقالت لـ"سبق": "تفاعل سموه الكريم مع ذلك الشاب المشجع عندما حاول أخذ سيلفي بصورة الاستلزام الحواري التخاطبي في قصدية سموه كمرسل، ثم بينه وبين الحرس، ثم بين سمو ولي العهد وتفاعُل المتلقي الشاب؛ وبالتالي تنبه الجمهور إلى سلوك اجتماعي حجاجي تداولي، يوضح استشعار سموه وتواضعه. وهذا ليس غريبًا على قاداتنا في مملكتنا الحبيبة".
وأردفت: "الذي نخلص إليه في هذا المقام الأسلوب الذي لجأ إليه في خطابه المعبر، المتمثل في إشارته لذلك الشاب، وهو قائم على الذاتية المعبرة عن الجماعة؛ ما يدل على قوة موقف سموه، والكشف عن رؤية استراتيجية متمثلة في الشخصية القيادية من أجل تحقيق الانتماء وحب الوطن".
وقالت الدكتورة "العنزي": "نستنتج من ذلك أن ولي العهد -حفظه الله- في خطابه كان يركز على القيم الأخلاقية التي خدمت الخطاب، بكيفية مختلفة ومتنوعة على حسب السياق الذي يطرح أمام الجمهور؛ وهو ما جعل للقيم درجات، وليست في مرتبة واحدة؛ وهذا راجع إلى طريقة العرض والثقة في سموه المتجسدة في المظاهر الأخلاقية عنده، والتفاعل الذي عند المتلقي؛ ما حمله على الاقتناع".
واختتمت قائلة: "من جانب آخر، تختلف درجة تسليم القيم من جمهور إلى آخر؛ إذ عبَّر الجمهور عن مدى استحسانهم للموقف الذي أثر في جميع مواقع التواصل الاجتماعي؛ وهو ما أكسبه مصداقية".