أوصى البروفيسور طارق الحبيب بضرورة الانخراط في الأعمال التطوعية لأنها تعزز الثقة بالنفس، فالفضائل والقيم الاجتماعية لها مردود نفسي على الشخصية، مشدداً على ضرورة اختيار الأعمال التطوعية الآمنة والمناسبة للشاب والفتاة .
وتساءل "الحبيب" في مطلع حديثه للفترة الواحد والعشرين من السلسلة الرمضانية "التطوع": ما علاقة التطوع بالثقة بالنفس؟! هل التطوع يزيد من الثقة بالنفس؟! أم ربما ينقصها!!.
وأجاب: الأصل في التطوع أنه يضيف إليك سمات جميلة.. سمات روحية وسمات اجتماعية وسمات نفسية، الإشكالية في عدم إعداد المتطوع للعمل التطوعي أو في سوء اختياره أحيانًا، أما فيما يتعلق بالثقة بالنفس فإن التطوع أحد الألوان العلاجية التي استخدمها مع المراجعين لعلاج الثقة بالنفس، فناقص الثقة بالنفس حينما تكلفه بعمل معين وتطلب منه إنجازاً معيناً ربما يتوتر لأنه قد لا يحقق الإنجاز لكن إن طلبت منه شيئاً معيناً ضمن العمل التطوعي فيشعر بالارتياح لأنه لا يشعر بلغة الواجب ولا يقع تحت مطرقة النقد، فبذلك يقل عنده تقييم الذات فيقبل أكثر على العمل التطوعي، ويبذل أكثر لأنه لا يخاف من التقييم.
إشكالية ناقص الثقة بالنفس من الفتيان والفتيات استشعاره بحالة التقييم المستمرة من المجتمع، وفي الحقيقة هم لا يقيِّمونه إنما هو مشغول بتقييم نفسه فيظن المجتمع مشغولًا بتقييمه.
إن العمل التطوعي هو نوع من النفل لا من الفرائض، ولذلك هو أيضًا في الحس النفسي ليس من الفرائض النفسية، وإنما هو عمل إضافي إن أحسنت فيه ترتاح أكثر، وإن لم تحسن فيه فلا تخسر شيئاً، ولذلك اسعوا دائماً في دفع أبنائكم في الأعمال التطوعية الخيرية ولكن افطنوا لمصادر وأنواع تلك الأعمال التطوعية عند فتيانكم ناقصي الثقة بالنفس لأن الفتى أو الفتاة ناقص الثقة بالنفس ربما لا يستطيع أن يتساءل عن نوع العمل التطوعي، ولذلك ربما يكلَّف بأعمال تطوعية غير آمنة أو غير مناسبة ربما يقوم بها خجلاً من عنده لأنه لا يستطيع أن يتساءل، وهذا عيب كبير في نقص الثقة بالنفس في العمل التطوعي ولكن من السهل تدراكه إذا فطنا لذلك مبكراً واتفقنا معهم أن يستشيرونا في كل عمل تطوعي يُعرض عليهم استطعنا أن نعرفهم الخير من الشر في الأعمال التطوعية ونوظف ذلك العيب في أنفسهم ونجعلها ميزة فلقد علمتني الحياة أن أجعل العيوب مزايا.