أشهر عملات العرب .. هذه قصة "أبو شوشة" المزين بصورة الإمبراطورة النمساوية!

لا تخلو مجالس كِبار السن من ذكره حالياً عند الحديث عن البيع والشراء قبل 60 عاماً
أشهر عملات العرب .. هذه قصة "أبو شوشة" المزين بصورة الإمبراطورة النمساوية!
تم النشر في

لا تخلو مجالس كِبار السن حالياً عند الحديث عن البيع والشراء قبل 60 عاماً من ذكر عملة "الريال الفرنسي"، وهي العملة الأجنبية الأشهر التي استُخدمت على نطاق واسع في معظم أرجاء شبه الجزيرة العربية، وسُكَت من معدن الفضة، وعلى الرغم من قدم تاريخها إذ إنها سُكت عام 1780م، إلا أن التعامل بها ظل قائماً في أقطار الجزيرة حتى وقت قريب، وذلك بسبب ثبات وزنها وعيارها اللذين لم يتغيرا على مر السنين.

وفي المهرجان الوطني للتراث والثقافة "جنادرية 32"، تشارك مؤسسة النقد العربي السعودي بجناح يعرض العملات في عهد ما قبل الإسلام، وفي عصر صدر الإسلام، وأيضاً في مراحل الدول الإسلامية؛ كالأموية والعباسية والعثمانية، الدولتين السعودية الأولى والثانية، وأخيراً الإصدارات الستة في السعودية الحديثة من المؤسّس الملك عبدالعزيز حتى "سلمان الحزم والعطاء".

وفي صندوق زجاجي لا يستطيع الزائر فتحه تشاهد "الريال الفرنسي" الذي يسميه العامة في ذلك الحين بـ "الفرآنصي" أو "أبو شوشة" نسبة لشعر الرأس الكثيف للإمبراطورة النمساوية "ماريا تيريزا"، وهي تنظر نحو اليمين، وكان الأجداد لا يفرقون بين نوع الجنس في الصورة، ويحيط بالصورة اسم الإمبراطورة بحروف لاتينية، أما الظهر فهو يحمل شعار الإمبراطورية، وهو عبارة عن نسر برأسين وبدن يشبه النافذة، وذلك الشبه أدّى بكثير من الناس إلى إطلاق اسم عامي مرادف للنافذة التي على تلك العملة؛ إذ عرفت أيضاً باسم آخر هو "أبو طاقة"، وتحيط برسم النسر الإمبراطوري كتابات لاتينية.

ورغم قلّة العملات المسكوكة من الذهب والفضة أو حتى النحاس والمعادن الأخرى، إلاّ أن الريال الفرنسي كان الأكثر رواجاً وانتشاراً في الحجاز ووسط وجنوب وشمال الجزيرة العربية، إذ استمر التعامل بهذا الريال قائماً حتى أصدر الملك عبدالعزيز - رحمه الله - أول نظام للنقد، تمّ معه سك الريال العربي السعودي من الفضة الخالصة عام 1928م.

واصطلح الناس على تسمية "الريال الفرنسي" بهذا الاسم على الرغم من أنه دولار وليس ريالاً، ومصدره النمسا، وليس فرنسا، وكانت الإمبراطورة النمساوية الشهيرة "ماري تريزا" (1717-1780) هي مَن أمرت بسكه؛ إذ يحمل هذا الدولار اسمها وصورتها، وكان ذلك بعد أن اجتهدت هذه الإمبراطورة لتسوية الخلافات بين بلدها وفرنسا قبل الثورة الفرنسية التي أطاحت بأسرة "آل بوربون" في فرنسا؛ ليجد بعدها هذا الدولار رواجاً في السوق العالمية لأصالته ومتانة معدنه وجودة سكه؛ حتى شاع وانتشر بعد هذه الأحداث في السوقين الأوروبية والعربية، وكانت الدول والممالك تضيف مسماها الرسمي على وجهَي الدولار لتميزه عن أمثاله في الدول الأخرى، كما كان العامة في نجد يسمونه "الريال أبو شوشة".

ويحمل ريال "ماريا تريزا" دمغة الحجاز، ووزنه أكثر من 27 جم، وقطره 40 ملم، وكان يكفي لشراء مؤونة كاملة للأهل، وتختزن أذهان كبار السن قصصاً مثيرة في قيمته السوقية آنذاك.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org