قال رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة، إن الراصدين للسماء في السعودية والوطن العربي على موعد مع عديد من الظواهر الفلكية في عام 2020 تتنوع بين زخات الشهب الجميلة واقترانات الكواكب وتقابلاتها الرائعة وأقمار البدر العملاقة وكسوف حلقي وآخر كلي وخسوفات للقمر وغيرها الكثير مما تحمله السنة الجديدة.
وأضاف: ففي مطلع هذه السنة يتوقع أن تقدم شهب الرباعيات عرضاً استثنائياً للراصدين في النصف الشرقي من الكرة الأرضية حيث ستكون لهم الأفضلية حيث يتوقع أن تتساقط بمعدل 100 شهاب في الساعة.
وأضاف: سيحدث أول خسوف للقمر يوم الجمعة 10 يناير (15 جمادى الأولى 1441) وهو خسوف شبه ظل بسماء السعودية والوطن العربي، وفي هذا النوع من الخسوف يبقى كامل قرص القمر مضاءً بنور الشمس ولكن ستقل إضاءته نسبياً وقد لا يكون ذلك ملاحظاً للعين المجردة.
وتابع: في مطلع أبريل سيصل كوكب الزهرة إلى ذروة ارتفاعه في سماء المساء وفي يومَي الخميس والجمعة 2 و3 أبريل (9 – 10 شعبان 1441) سيقع ظاهرياً بالقرب من عنقود نجوم الثريا في قبة السماء في منظر رائع، وحدث هذا آخر مرة في أبريل 2012 وسيتكرر في أبريل 2028.
وسيرصد أكبر قمر بدر "بدر الحضيض" هذه السنة مساء الثلاثاء 7 أبريل (14 شعبان 1441) أو كما يوصف بالبدر العملاق حيث سيقع في طور البدر بالتزامن مع وقوعه في نقطة الحضيض أقرب نقطة في مداره من الأرض حيث سيكون على مسافة 356,907 كيلو مترات.
وقال: تعد هذه السنة مثالية لشهب القيثاريات حيث لن يكون لضوء القمر تأثير فيها ويتوقع أن تصل ذروة تساقطها من منتصف ليل 22 أبريل (29 شعبان 1441) بمعدل 20 شهاباً في الساعة عند رصدها من موقع مظلم.
وأضاف: سيحدث ثاني خسوف للقمر في 5 يونيو (13 شوال 1441) وهو خسوف شبه ظل بسماء السعودية والوطن العربي.
وتابع: ستشهد الكرة الأرضية أول كسوف للشمس نهار الأحد 21 يونيو (29 شوال 1441) وهو كسوف حلقي سيكون مشاهداً في إفريقيا وجنوب شبه الجزيرة العربية وباكستان وشمال الهند وجنوب تشيلي وتايوان وبحر الفلبين والمحيط الهادي وسيشاهد في شكلة الجزئي في مساحات واسعة من الوطن العربي وإفريقيا وآسيا وشمال أستراليا.
وسيتبعه بعد أسبوعين ثالث خسوف للقمر مساء الأحد 5 يوليو (14 ذو القعدة 1441) وهو خسوف شبه ظل وسيكون بسماء معظم أمريكا الشمالية والجنوبية وشرق المحيط الهادي وغرب المحيط الأطلسي وأقصى غرب إفريقيا ولن يكون مشاهداً بسماء السعودية والوطن العربي.
وقال: من المعروف أن البرشاويات واحدة من أفضل زخات الشهب السنوية التي ستصل إلى ذروتها هذه السنة من منتصف ليل الثلاثاء 11 أغسطس (21 ذو الحجة 1441) وخلال الساعات قبل شروق شمس الأربعاء بالتزامن مع قمر التربيع الأخير ويتوقع رؤية شهاب واحد كل دقيقة عند رصدها من موقع مظلم.
وأضاف: إن الحدث الأبرز سيكون في أكتوبر الذي يمكن وصفه بشهر المريخ، فالكوكب الأحمر سيصل إلى التقابل مساء الثلاثاء 13 أكتوبر (26 صفر 1442) وسيكون مرئياً من بعد غروب الشمس وطوال الليل إلى فجر اليوم التالي وسيفوق لمعانه لمعان نجم الشعرى ثلاث مرات؛ بل ألمع من كوكب المشتري، وبشكل عام سيلاحظ لمعان المريخ ما بين 29 سبتمبر (12 صفر 1442) و28 أكتوبر (11 ربيع الأول 1442)، وسيكون ثالث ألمع جسم في سماء الليل بعد القمر وكوكب الزهرة، وسيكون هذا التقابل أفضل من تقابل 2018، حيث سيكون المريخ على مسافة 62.06 مليون كيلومتر ولن يتكرر بهذه المسافة حتى سبتمبر 2035.
وقال: لمحبي شهب الجباريات ستكون واحدة من أفضل زخات الشهب هذه السنة حيث لن يؤثر فيها ضوء القمر وستصل ذروتها من منتصف ليل 21 أكتوبر (4 ربيع الأول 1442) إلى ما قبل شروق الشمس ويتوقع أن تنتج ما يصل إلى 20 شهاباً في الساعة.
وأضاف: إضافة إلى أن شهب الأسديات ستكون هذه السنة مثالية لرصدها فالقمر لن يكون له تأثير فيها بالتزامن مع ذروتها من منتصف ليل 17نوفمبر (2 ربيع الآخر 1442)، ويتوقع أن تنتج ما يصل إلى 15 شهاباً في الساعة.
وبيّن: من ناحية أخرى سيحدث رابع خسوف للقمر وهو الأخير هذه السنة مساء الإثنين 30 نوفمبر (15 ربيع الآخر 1442) وهو خسوف شبه ظل بسماء أمريكا الشمالية والمحيط الهادي وشمال شرق آسيا بما في ذلك اليابان، ولن يكون مشاهداً بسماء السعودية والوطن العربي.
وقال: في يوم الأحد 13ديسمبر (28 ربيع الآخر 1442) سيكون الموعد مع شهب التوأميات السنوية حيث يتوقع أن تتساقط بمعدل 60 إلى 120 شهاباً في الساعة عند رصدها من موقع مظلم والقمر سيكون في المحاق ولن يكون له تأثير بعكس ما حدث في 2019 عندما كان القمر في طور البدر، ويتوقع أن يبدأ الراصدون في رؤية الشهب ابتداءً من الساعة 10 مساء بالتوقيت المحلي ويتوقع أن تصل ذروتها عند الساعة 2 بعد منتصف الليل ومن الممكن رؤية الشهب الساطعة التي تسمّى الكرات النارية.
وأضاف: أما كسوف الشمس الثاني والأخير في 2020 فسيحدث نهار الإثنين 14 ديسمبر (29 ربيع الآخر 1442) وهو كسوف كلي سيشاهد في الأجزاء الجنوبية من أمريكا الجنوبية وجنوب غرب إفريقيا ولن يكون مشاهداً في الوطن العربي، حيث سيبدأ مسار الكسوف الكلي فوق جنوب المحيط الأطلسي ويتحرك باتجاه جنوب شرق نحو تشيلي والأرجنتين ويستمر مندفعاً فوق جنوب المحيط الاطلسي إلى أن ينتهي مع غروب الشمس في موقع يبعد نحو 370 كيلو متراً جنوب غرب ساحل ناميبيا.
وتابع: من ضمن الأحداث المميزة هذه السنة اقتران نادر بين المشتري وزحل مساء الإثنين 21 ديسمبر (6 جمادى الأولى 1442) وهو حدث يطلق عليه "الاقتران الكبير"، وقد حدث آخر مرة في عام 2000 ، وسيفصل بين الكوكبين 7 دقائق قوسية فقط في سماء المساء بعد غروب الشمس وسيظهران وكأنهما نجم مزدوج، وسيكون هذا الاقتران الاقرب بين الكوكبين منذ عام 1623.
جدير بالذكر أن هذه مجرد لمحة للأحداث الفلكية التي سيستمتع بها عاشقو السماء والمهتمون بسبر أغوار الفضاء.