قبل نحو 40 عامًا أخذت العلاقات السعودية الكورية منحى جديدًا، وذلك حينما اتفق قيادتا البلدين على تأسيس اللجنة السعودية الكورية المشتركة، ومنذ ذلك الحين تعززت أواصر العلاقات الثنائية بين الجانبين، وشراكتهما في عدد من المجالات والقطاعات.
وعلى الرغم من أن العلاقات بين الرياض وسيول تعود إلى 6 عقود مضت، حينما وقّع الملك الراحل سعود بن عبدالعزيز والرئيس الكوري اتفاقية إقامة علاقات دبلوماسية؛ ما أسفر عن تبادُل افتتاح السفارتين بين العاصمتين، إلا أن اللجنة السعودية الكورية المشتركة ساهمت بالجهد الأكبر في تعزيز الشراكة الثنائية، وذلك بتنسيق الجهود، والعمل على تكاملها في مختلف المجالات؛ الأمر الذي يحقق الأهداف المرجوة، ويخدم مصالح البلدين المشتركة.
وشكلت القمة السعودية-الكورية التي عقدت في الرياض عام 2015م نقطة الانطلاق الجديدة للعلاقات بين البلدين؛ فقد دفعت الشراكة إلى مستوى جديد من التكامل في المجالات الاقتصادية الخاصة بقطاعَي النفط والإنشاءات، ثم تطورت عبر السنين لتشمل مجالات: الثقافة، والأغذية، والصحة، والتجارة، والصناعة، والطاقة المتجددة والذرية، وكذلك العسكرية.
تمد السعودية كوريا باحتياجاتها من البترول؛ إذ تعد الرياض المورد الأول لسيول بأهم مصادر الطاقة الأحفورية. وبلغت واردات كوريا من النفط السعودي نحو 27.73 مليون برميل في شهر أغسطس الماضي. وخلال أول شهرين من عام 2023 لامست واردات كوريا الجنوبية من النفط السعودي 56.28 مليون برميل؛ إذ تمثل السعودية الوجهة الأبرز لكوريا في إمدادات النفط.
ومن نماذج الشراكة الوثيقة بين البلدين، والثقة المتبادلة فيما يتعلق بالجوانب الاقتصادية، ما يعكسه نشاط 3 من أبرز الشركات السعودية باستثمارات في كوريا الجنوبية برأس مال يبلغ نحو 6.3 مليار دولار.
ومن أبرز الشركات السعودية العاملة في كوريا الجنوبية شركة أرامكو السعودية، التي تعمل من خلال أربعة مشاريع وشركتين باستثمارات حالية تتجاوز 5 مليارات دولار، يضاف إليها 7 مليارات دولار جديدة في اتفاقية لتطوير أضخم وحدة تكسير بخاري للبتروكيميائيات المتكاملة على مستوى العالم في مشروع مشترك مع شركة "إس – أويل".
كما تعمل "سابك" في قطاع المواد الكيميائية بمشروع واحد وشركة واحدة بحجم استثمارات بلغ مليار دولار، فيما تنشط الشركة المتقدمة للبتروكيماويات في قطاع البلاستيك؛ فلديها 3 مشاريع، وشركتان بحجم استثمارات بلغ 168 مليون دولار.
ويبلغ عدد الاستثمارات الكورية في السعودية 132 استثمارًا، بقيمة 3 مليارات دولار، في قطاعات عدة، منها: التعدين، والكهرباء، والغاز، والصناعات التحويلية نظرًا لما تقدمه البيئة الاستثمارية السعودية من جاذبية وحوافز للاستثمار الأجنبي، ولاسيما الكوري.