مختصون يكشفون لـ"سبق": واجهات "الكلادينج" ليست عازلاً حرارياً

عيسى الحربي-سبق-الرياض: تسبب انتشار واجهات "الكلادينج" على المباني التجارية وخاصة المتهالكة منها في تكوين صورة ذهنية لدى الجمهور أنها عازل للحرارة والصوت، الأمر الذي نفى مختصون في مجال البناء عبر "سبق" قيامها بالدور ذاته، مشيرين أنها لا تعدو كونها لمسات جمالية وضوئية تزين الواجهات وتبعث الحياة خصوصاً في المباني القديمة.

 

وذكر المختصون أن مادة "الكلادينج" لم ترد في قائمة مواصفات العزل التي أعلنتها هيئة المواصفات والمقاييس أخيراً حول المواد والطرق المعتمدة، مؤكدين إزالة أجزاء من الواجهات في حالة تطبيق العزل على الجدران الخارجية للمباني القائمة .

 

من جانبه كشف المهندس عادل البقمي عضو فريق المباني التابع للمركز السعودي لكفاءة الطاقة بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية أن أصحاب المباني القائمة لا يمكن إلزامهم حالياً، ولكن هناك حالتان، الأولى: صاحب المنزل الذي يرغب في الترميم أو التعديلات أو الإضافات فهو ملزم بالعزل ويطبق عليه النظام الجديد، ولا يمكن أن يستخرج رخصة دون ذلك، أما الحالة الثانية: فأي صاحب منزل يرغب في العزل الحراري فبإمكانه ذلك عن طريق نظم العزل الخارجي والداخلي للجدران، حيث هناك طريقة غير مكلفة إن أراد العزل من الخارج أو عن طريق ألواح جبسية بسماكة أقل توضع داخل المنزل ولاتؤثر على مساحة الغرفة، كما أن النوافذ الزجاجية يستطيع عزلها إما بالتغيير أو تظليلها وفق مواصفات متوفرة في السوق .

 

وكانت حملة توعوية مكثفة هي الأولى من نوعها في المملكة العربية السعودية عن أهمية وفوائد العزل الحراري في المباني تحت عنوان: "الفرق واضح" قد انطلقت بهدف توعية المواطنين بأهمية العزل الحراري للمباني والآثار الإيجابية المترتبة على استخدامه، والفرق الذي يلمسه المواطن بين المبنى المعزول وغير المعزول .

 

وتعد هذه الحملة التي تستمر لمدة شهر كمرحلة ثانية ضمن عدة حملات توعوية بدأ المركز السعودي لكفاءة الطاقة بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية تنفيذها ضمن الحملة الوطنية لترشيد استهلاك الطاقة، وتستمر على مدى ثلاث سنوات، بداية بحملة "تقدر تخفض فاتورتك" التي كانت في بداية شهر مايو الماضي، واستمرت ستة أسابيع، حيث تستهدف هذه الحملات في مجملها رفع الوعي ونشر ثقافة ترشيد استهلاك الطاقة لدى المجتمع من خلال تسليط الضوء على آثار ترشيد الاستهلاك على جميع الفئات .

 

وتأتي حملة العزل الحراري للمباني "الفرق واضح " مع الجهود التي تبذلها الجهات الحكومية المختصة التي تعمل على تطبيق وتنفيذ آليات العزل الحراري على جميع المباني في المملكة وعلى وجه الخصوص المباني السكنية، وذلك نظراً لتأثيره الكبير في خفض استهلاك الطاقة الكهربائية في المنازل جراء استخدام أجهزة التكييف المتواصل في فترة الصيف، فضلاً عن أجهزة التدفئة في فترة الشتاء بشكل كبير .

 

ويعمل المختصون ضمن منظومة متجانسة من خلال برنامج وطني لكفاءة الطاقة يعمل على إعداده المركز السعودي لكفاءة الطاقة بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، حيث يكثف المركز جهوده بالتعاون مع وزارة الشؤون البلدية والقروية، والهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة، والشركة السعودية للكهرباء، من أجل تطبيق العزل الحراري الإلزامي على المباني السكنية في 23 مدينة رئيسة في المملكة كمرحلةٍ أولى تمهيداً لتطبيقه على كافة مدن المملكة في فترة لاحقة .

 

وتنتهج الحملة التوعوية الخاصة بالعزل الحراري أساليب متنوعة ومتعددة في إيصال رسائلها للجمهور، حيث تستخدم أبرز الوسائل الإعلانية لتصل إلى أربعة وعشرين مدينة رئيسية في المملكة، بالإضافة إلى استخدام جميع الصحف الورقية والإلكترونية، ولوحات الطرق، وأبرز الفضائيات والإذاعات والشبكات الاجتماعية والمواقع الشهيرة، كما يرافق هذه الوسائل الإعلانية حملة إعلامية في عدد من الفضائيات وجميع الصحف المحلية ورقية وإلكترونية .