
أوضح أستاذ المناخ السابق بجامعة القصيم، الدكتور عبدالله المسند، سبب اختيار الصحابة لشهر محرم ليكون بداية السنة الهجرية، رغم أن الهجرة النبوية لم تقع فيه.
وقال إن قرار اعتماد الهجرة النبوية بداية للتقويم الإسلامي جاء في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وبعد مناقشات بين الصحابة حول تحديد أول شهور العام، استقر الرأي على شهر محرم لعدة اعتبارات تاريخية ودينية واجتماعية.
وبيّن أن من أبرز تلك الأسباب أن محرم هو الشهر الذي بدأ بعد بيعة العقبة الكبرى، والتي كانت من المحطات المفصلية التي سبقت الهجرة ومهّدت لها.
وأضاف أن محرم هو أول هلال يلي انصراف الحجيج من مكة، أي أنه يأتي بعد ختام أعظم موسم تعبدي في الإسلام، فكان مناسبًا لافتتاح سنة جديدة بطابع إيماني وروحي.
وأشار إلى أن محرم كان أيضًا بداية السنة عند العرب في الجاهلية، ما جعله خيارًا منطقيًا ومتوافقًا مع التقويم الزمني المعروف آنذاك.
وفيما يتعلق بالتأريخ الفعلي، ذكر المسند أن بداية السنة الهجرية كانت يوم الخميس 1 محرم سنة 1هـ، الموافق 15 يوليو 622م، رغم أن الهجرة النبوية نفسها لم تقع في هذا الشهر.
وأوضح أن هجرة النبي ﷺ وقعت فعليًا يوم الاثنين 8 ربيع الأول، الموافق 20 سبتمبر 622م، أي بعد نحو شهرين من بداية التقويم.
وأشار إلى أن اعتماد التقويم الهجري بشكل رسمي بدأ في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يوم الأربعاء 20 جمادى الآخرة سنة 17هـ، الموافق 9 يوليو 638م.
واختتم المسند بأن الصحابة رأوا أن أعظم حدث يمكن أن يُؤرخ به المسلمون هو الهجرة النبوية، لما تمثله من نقلة مفصلية بين مرحلتين: الاستضعاف والتمكين، ومكة والمدينة، والدعوة السرية والدولة العلنية.