يرى الممثل خالد صقر أن التقمص الكامل والمستمر للشخصية يؤذي الفنان، وقال: "أنا ضد الانغماس 100% في الشخصية حتى يبقى عطاء الممثل دائمًا ومستمرًّا". مشيرًا إلى أن الممثل هيث ليدجر الذي تقمص شخصية “الجوكر” مات بسببها منتحرًا.
وأوضح أن "التمكن من الشخصية يعطي الممثل مساحة أكبر للارتجال"، داعيًا لمعرفة الذات ومفاتيح الشخصية؛ ليسهل الدخول أو الخروج من الشخصية.
وبيَّن أن النص واستيعابه وفهمه من أهم الأمور في حياة الممثل حتى يصبح التمثيل كأنه حياة حقيقية.
جاء ذلك في حديثه المسرحي عن "التقمص والبعد النفسي للشخصيات المسرحية" أمس الثلاثاء ضمن مهرجان "أندية الهواة المسرحي" في نسخته الأول،ى بتنظيم من هيئة المسرح والفنون الأدائية في مسرح جامعة الملك سعود.
وشرح الفنان صقر أسلوبه في الخروج من الشخصية بعد انتهائه من تمثيلها قائلاً: "كي أستعيد شخصيتي الحقيقية (أفرمت) الذاكرة تمامًا بكل ما يتعلق بالدور الذي أديته، وأعود لممارسة هواياتي تلمسًا لمفاتيحي الشخصية، منها مثلا الانغماس في الألعاب الإلكترونية وألعاب الفيديو".
وردًّا عن الطريقة إذا حصل للمثل شيء منعه من استمرار دوره، ثم العودة مرة أخرى، قال الفنان خالد صقر: "العودة للشخصية تكون بالعودة للمذكرة التي لخصت فيها دوري كممثل، والتعرف كذلك على مفاتيح الشخصية". مشددًا على "أهمية التعاون والتكامل مع فريق العمل؛ إذ لا يمكنك النجاح وحدك؛ لأن التمثيل عمل تكاملي، وتحتاج إلى شريك من ممثل ومخرج، وكذلك معرفة الممثل لنفسه جيدًا؛ كي يتقمص شخصية أخرى".
ونبَّه إلى أهمية الصدق في أداء الشخصية وتجسيدها؛ لأن مهمة الفنان أن يقدم ويبرز أفضل ما في الشخصية التي يجسدها.. مستشهدًا بنجاح الفنان يعقوب الفرحان في أداء دوره في مسلسل "رشاش".
وعن طريقته في التمثيل أوضح الفنان صقر: أعيش تفاصيل ومشاعر الشخصية بداية من النص إلى التحضير مرورًا بموقع التصوير إلى أداء الدور.. وقال: كل أدواري أقوم بها وكأنها أول وآخر عمل في حياتي.
وأضاف الممثل صقر: لاهتمامي بالنص والشخصية أتحول إلى صحفي، وأطرح أسئلة عن الدور الذي سأقدمه من وجهة نظر الكاتب والمخرج. معتبرًا أن ما وصفه بـ"أرض المحاكمة" بين الممثل وكاتب النص أو مخرجه مهمة، وتختصر الوقت والجهد والزمن.. مضيفًا: حين أقرأ النص أقوم بتحديد البعد النفسي والاجتماعي والمادي الخارجي.
وتابع الممثل صقر: من الأشياء التي أحب القيام بها الانسجام مع الشخصية؛ إذ أعيش معها في تفاصيل حياتي اليومية؛ لأصل إلى الإدراك والوعي بما أقوله كممثل؛ لكي يصل للمشاهد.
وأردف: من الأساليب أضع مفاتيح للدخول إلى الشخصية، مثل إكسسوار أو صوت أو أغنية أو حركة قبل الذهاب إلى موقع التصوير للخروج من شخصيتي الحقيقية إلى الدور، وأحيانًا أضع خلفية للشخصية في جوالي حتى يكون ارتباطي بها أكثر عمقًا.
وتابع: أحب الحضور لمكان التصوير قبل بدء العمل؛ لأعيش التجربة. مشيرًا إلى أن من فوائد التمثيل تجربة أشياء ومهارات جديدة.
ولفت الممثل خالد صقر إلى أنه قبل تسع سنوات كان حلمه أن يمثل في هوليوود، وكانت النصيحة أن "أبدأ في مكاني من بلدي حتي أكون قويًّا ومتمكنًا من قدراتي ومهاراتي، حينها سيكون دخولي سهلاً لتحقيق الهدف".