في ظل أزمة "كورونا" القائمة وما كشفته من حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- وسمو ولي عهده الأمين، واستنفار أجهزة الدولة كافة من مسؤولين ووزراء، في سبيل حماية وتوعية مواطني هذه البلاد في خضم هذه المتغيرات العالمية التي تستجد أحدثها يوماً بعد يوم، برزت هذه المجهودات إقليمياً وعالمياً وما تمّ اتخاذه من احترازات مشددة أذهلت العالم؛ لكون الأزمة عالمية، وجودة إدارة الأزمة داخل المملكة لم تستنسخ من تجارب دول أخرى لما تحمله الأزمة العالمية من انتشار "بالتزامن"، وربما تكون جديدة على العالم بأسره.
السعودية وإدارة الأزمة
ولعل أبرز ما ميّز الإجراءات السعودية أنها ضحت بالمال والجهد في سبيل سلامة المواطن، على العكس في كثير من الدول العظمي التي تساهلت بصحة الإنسان في سبيل عدم هدم الاقتصاد وتأثره حتى بات الوباء متفشياً، ومن ثم عادت تلك الدول لتصلح ما أفسده التساهل بحياة البشر بمقولة (استعدوا لفقد أحبابكم) في بريطانيا، وايطاليا أُعلن أن مَن فاق الثمانين لا مكان له في بعض المستشفيات.
وعلى النقيض في المملكة وبما منّ الله عليها من ثروات تجعلها غنية عن كل ما يضر بصحة المواطن، فقد خصّصت دعماً مالياً للقطاع الخاص المتضرّر من الاحترازات ضد هذا الوباء؛ حيث أعلنت إغلاق المجمعات التجارية والمولات وصالونات الحلاقة والمقاهي، وهذا فيه طمأنة للتجار والمستثمرين.
كما قررت الدولة إجازة للطلاب والمعلمين وتحويلهم إلى منصات إلكترونية كلّفت الدولة مبالغ باهظة؛ لتعطي الدولة بعد ذلك إجازة مدفوعة للموظفين الحكوميين وتحجب الطيران والمنافذ البحرية، ولاشك أنها لها عواقب على اقتصاد الدولة؛ ولكن هناك استشراف أن كارثة خسارة الثروة الحقيقية، وهي البشر، لا يمكن أن تعوّض بالمال.
المال أسقط الأقنعة الغربية
سقطت الأقنعة عن دول عظمى كانت تبرز نفسها حامية لحقوق الإنسان؛ بل ربما تتدخل في شؤون دول أخرى بزعم أن الإنسانية لا جنسية وموطن لها، وأنه لابد أن تبقى غاية كل دولة، ومع تفشي وباء كورونا ظهرت هذه الدول العظمى مستهترة بحياة البشر ومتساهلة في ذلك لأجل حماية الاقتصاد أولاً، وقبل كل هذا برز الوجه الرأسمالي الجشع الذي ضرب بكل حقوق الإنسان عرض الحائط حتى تفشى الوباء في تلك الدول المتقدمة وسجلت وفيات بالآلاف.
الشعب يستذكر مقولة المؤسِّس
وفي ظل هذه الأزمة العالمية وما وجده أبناء هذا الوطن من عناية ملموسة من الدولة بتعليق الدراسة والعمل الحكومي وتعليق الدوري السعودي والمنافسات السعودية التي تعد متنفساً لشباب الوطن والتوعية المتكررة في الإعلام، حتى وصل الحال لظهور وزير الصحة في مقاطع من أجل التوعية والتأثير في الناس، تداول المغرّدون السعوديون صورة للافتة منصوبة على الطرقات السريعة التي تربط مدن المملكة لمؤسِّس هذه البلاد الإمام المؤسِّس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود-طيّب الله ثراه- تحمل مقولة له: "سأجعل منكم شعباً عظيماً وستستمتعون برفاهية هي أكبر كثيراً من تلك التي عرفها أجدادكم".
وعلّق المغرّد خالد الخضير؛ على المقولة قائلاً: "كثيرٌ من الأعداء تهكم وسخر من هذه المقولة، والوضع الحالي أوضح حقيقتها، فالشعب عظيم في عيون ولاة أمرنا، وما قامت به السعودية لشعبها في ظل أزمة كورونا يثبت ذلك"، وغرّد حزام الظفيري؛ قائلاً: "بدوي، أمي، لا يملك قوة ضاربة؛ ما كان يملكه إيمانه بالله، وبضعة نفر من أصحابه ممّن آمنوا بقوة إرادته وعزيمته، ففتح الرياض، وبعد ذلك وحّد الجزيرة العربية من البحر إلى البحر وحكم بلاد الحرمين واضعاً القرآن والسنة دستوراً لبلاده وشعبه، ومن أقواله المأثورة (سأجعل منكم شعباً عظيماً)، وهذا ما حصل".
فيما أضاف المغرِّد أبو مرزوق: "ما كنا مستوعبين هالعبارة زين، ومجرد ما مر الفيروس الجائع العالمي كورونا عرفنا وش معناها، وعرفنا الآن كيف أن السعودي مستعدة دولته توقف اقتصادها وعجلة تنميتها لأجل سلامته والحفاظ على صحته وحياته، دولة قول وفعل".