نفس القدر الذي يناله العَلَم السعودي من اهتمام ورعاية خلال العصر الحديث، هو الذي ناله في عصور قديمة، بداية من الدولة السعودية الأولى، ثم الثانية، وصولًا إلى المملكة الثالثة، وفيها قرّر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، تخصيص 11 مارس من كل عام، يومًا للعالم السعودي.
وتضم قائمة حاملي الراية السعودية كثيرين، لكل منهم قصته الخاصة، التي هي جزء من أحداث التاريخ السعودي. وكانت قصص العَلَم السعودي على مر العصور، حاضرة في أحداث التاريخ، ولم ينسَ هذا التاريخ أن يذكر حاملي الراية السعودية والظروف المصاحبة لحمل هذه الرايات.
ومن أبرز مَن حمل الراية في الدولة السعودية الأولى هو إبراهيم بن طوق.. أما في الدولة السعودية الثانية فأبرز من حملها: عبدالله أبو نهية، والحميدي بن سلمة، وصالح بن هديان، وإبراهيم الظفيري.. وصولًا إلى حاملي الراية في الدولة السعودية الثالثة، ومن أبرزهم: عبداللطيف بن حسين المعشوق، الذي شهد كل معارك التوحيد، فلم يتخلف عن معركة واحدة حتى كانت معركة البكيرية، فاستشهد فيها، وكُلف ابنه منصور بحمل الراية في المعركة نفسها، فحملها ببسالة كما فعل والده، ولم يلبث أن استشهد في المعركة نفسها مدافعًا عن البيرق حتى الرمق الأخير، ودفن الاثنان معًا في أرض البكيرية.
كان الشيخ عبدالرحمن بن مطرف ثامن من حمل البيرق؛ حيث تَسَلم الراية بعد "آل معشوق"، وحملها في معركة "روضة مهنا" عام 1324هـ (1906).
وأصيب الشيخ عبدالرحمن بعدة جراحات، وكان يحمل الراية أثناء علاج جراحه شخصياتٌ أخرى؛ لكنه يعود لحملها.. حتى تم للملك عبدالعزيز توحيد مملكته؛ بل وحملها في أوقات السلم وقبلها أيام الحرب.
ومن بعد الشيخ عبدالرحمن، حملها ابنه "منصور" ثم حفيده "مطرف" ثم "عبدالرحمن بن مطرف بن منصور الثاني"، ولا تزال الراية في يد "آل مطرف".
يُذكر أن العَلَم السعودي لم يسبق له في عمره الطويل أن لُفَّ على أكفان أو جثث للموتى من الملوك والقادة، كما نص النظام على ألا ينكس أبدًا في مناسبات الحداد، ولا يُحنى لكبار الضيوف عند استعراض حرس الشرف كما هو معروف في كثير من الدول، وهي ميزة ينفرد بها عن باقي أعلام العالم، كما ورد في نظام استعمال العَلَم في حالة الحداد (المادة 16) أنه يرفع العَلَم السعودي الخالي من كلمة التوحيد منكسًا في المدة المقننة لهذا الغرض، وفي (المادة 17) يكون تنكيس العَلَم الخالي من شعار التوحيد بوضعه في منتصف العمود المنصوب عليه.