أكد الكاتب والمحلل السياسي "هاني وفا" رئيس تحرير صحيفة "الرياض"، أن القمم التي عُقدت وتُعقد وسوف تُعقد على أرض المملكة، كلها قمم مواقف وقرارات صبّت وتصبّ في مصلحة الأمتين العربية والإسلامية والقضايا المتعلقة بشأنهما، وتأتي نتائجها دائمًا إيجابية مواكبة للأحداث التي عُقدت من أجلها؛ لأن السعودية وطن قائد، رائد، ذو مكانة عالية وكلمة مسموعة، ومواقفه مشهودة، وفي ضوء هذه الحقائق تأتي القمتان العربية والإسلامية، الطارئتان المخصصتان لبحث ملف القضية الفلسطينية، والأوضاع في قطاع غزة التي وصلت إلى حد فاق كل تصور على الصعيد الإنساني خصوصًا.
وفي مقاله "عاصمة المواقف" بافتتاحية صحيفة "الرياض"، يؤكد "وفا" أن "القمم التي عقدت وتعقد وسوف تعقد على أرض المملكة، كلها قمم مواقف وقرارات صبت وتصب في مصلحة الأمتين العربية والإسلامية والقضايا المتعلقة بشأنهما، ما من قمة عُقدت على أرض المملكة إلا وكانت نتائجها إيجابية مواكبة للأحداث التي عقدت من أجلها".
ويضيف "وفا" قائلًا: "بمناسبة انعقاد ثلاث قمم هي: القمة السعودية الصينية، والقمة الخليجية الصينية، والقمة العربية الصينية؛ كتبنا افتتاحية كان عنوانها "أرض القمم"، ذلك العنوان مناسب أن يكون عنوانًا دائمًا، فوطننا دائمًا ما يتصدّى للأحداث الجسام؛ كونه وطنًا قائدًا، رائدًا، ذا مكانة عالية وكلمة مسموعة، ومواقفه مشهودة، وقراراته صائبة هدفها الصالح العام للأمتين العربية والإسلامية".
ويرصد "وفا" مبادرة إحدى نتائج هذه القمم، ويقول: "القمم الثلاث التي تعقد في الرياض عاصمة القرار العربي والإسلامي، قمم غاية في الأهمية؛ فمن القمة السعودية الأفريقية التي نتج عنها إعلان سمو ولي العهد "نحن في المملكة العربية السعودية عازمون على تطوير علاقات التعاون والشراكة مع الدول الأفريقية، وتنمية مجالات التجارة والتكامل، ومن هذا المنطلق يسرنا أن نعلن عن إطلاق مبادرة خادم الحرمين الشريفين الإنمائية في أفريقيا، وذلك عبر تدشين مشروعات وبرامج إنمائية في دول القارة بقيمة تتجاوز مليار دولار على مدى عشر سنوات، كما نتطلّع إلى ضخّ استثمارات سعودية جديدة في مختلف القطاعات بما يزيد على 25 مليار دولار، وتمويل وتأمين عشرة مليارات دولار من الصادرات، وتقديم خمسة مليارات دولار تمويلًا تنمويًّا إضافيًّا إلى أفريقيا حتى 2030"؛ تلك المبادرة الإنمائية بالتأكيد سيكون مردودها إيجابيًّا على المملكة وعلى الدول الأفريقية، وستؤثر في العلاقات بين المملكة ودول القارة السمراء، وستكون داعمًا حقيقيًّا للتنمية".
ويرصد "وفا" لحظة تجمع الأمتين العربية والإسلامية للتصدّي للعدوان الإسرائيلي على غزة، ويقول: "القمتان الأُخريان؛ القمة العربية، والقمة الإسلامية، الطارئتان المخصصتان لبحث ملف القضية الفلسطينية، والأوضاع في قطاع غزة التي وصلت إلى حد فاق كل تصور على الصعيد الإنساني خصوصًا، حتى في القمة السعودية الأفريقية تم نقاش الأزمة في غزة وسبل التوصّل لإيقاف موجة العنف غير المسبوق، خاصة من الجانب الإسرائيلي؛ فالأوضاع وصلت إلى حد لا يمكن إلا التعامل معها وسط صمت دولي غير مبرّر، فكان لا بد للمملكة انطلاقًا من دورها القيادي، أن تدعو لعقد القمتين، فالقضية الفلسطينية قضية عربية إسلامية، والتحرك من أجل وقف نزيف الدم الفلسطيني والحفاظ على أرواح الأبرياء، مسؤولية جماعية عربية إسلامية ودولية".
وينهي "وفا" قائلًا: "ما من شكّ أن المواقف السعودية تجاه القضايا العربية والإسلامية مواقف إيجابية واضحة معروفة، هدفها لمّ الشمل وتوحيد الصف والنهوض بالأمتين، وهذا هو ديدنها منذ تأسيسها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه".