حذّر الداعية الإسلامي الشيخ محمد بن إبراهيم السبر، من إفراد ليلة النصف من شهر شعبان بعبادة كقيام ونحوه، ولا نهارها بصيام، وأنها ليلة كسائر الليالي، كما ذكر ذلك جماعة من التابعين، وغيرهم.
وفي التفاصيل قال "السبر" عن ليلة النصف من شعبان، ونزول الله في ليلتها، وما فيها من المغفرة إلا لمشرك أو مشاحن: "إن ذلك روي من طرق كثيرة، ولا يصح منها شيء، وضَعّفها أكثر العلماء المتقدمين، كما أن ما جاء عن ليلة النصف من شعبان من نسخ الآجال وتقدير المقادير، وقبول الدعاء فيها، أنه لا يصح إسناده".
وعن رسائل "وسائل التواصل" التي تطلب المسامحة والعفو ليلة النصف من شعبان؛ حيث ينشط مستخدمو هذه الوسائل في تداولها، قال "السبر": إن "تبادل هذه الرسائل وانتشارها من البدع المحدثة، وأغلب الذين يتناقلونها يفعلون ذلك دون تمحيص، أو مستدلين بأحاديث غير ثابتة؛ منها: (يطلع الله في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن)، قال الدارقطني: "الحديث غير ثابت"، وضعّفه البخاري وأبو حاتم وغيرهم. وعلى فرض ثبوته؛ فالمشاحن هو صاحب البدعة المفارق لجماعة المسلمين، كما قاله ابن المبارك".
وتابع "السبر": "مغفرة الله تعالى بابها مفتوح والشريعة جاءت بالحث على العفو عن الناس ومسامحتهم في كل الأزمان، ومن الخطأ ربط ذلك بالنصف من شعبان أو ليلة القدر أو قدوم رمضان ونهايته أو نهاية العام وبدايته؛ فإنه من البدع الإضافية".
وأكد "السبر" أنه "ليس لليلة النصف من شعبان فضيلة خاصة لا قدرية ولا شرعية، فهي كغيرها من بقية الليالي، إلا من كان من عادته الصيام والقيام والعبادة، فلا يدخل في هذا".
ونصح "السبر" في الختام مستخدمي هذه الوسائل: بالتمحيص والتثبت فيما ينقلون وينشرون عبر وسائل التواصل والمواقع، والرجوع للعلماء، خاصة في هذه الأمور التي تتعلق بالعقيدة وغيرها، فعلماؤنا الكبار لم يعتنوا بهذه الليلة، ولم يحثوا الناس عليها، وهم من أحرص الناس -فيما نعلم- على نشر الخير وبذل العلم.