تعليقاً على زيارة فنان العرب محمد عبده لسجن مباحث جدة ومقابلة السجناء، يكشف الكاتب الصحفي علي محمد الرابغي عن جانب إنساني في شخصية الفنان الكبير، والذي يجتهد في سداد الديون عن المعسرين، ممن ألقت بهم أقدارهم في السجن، داعياً جمهور الفنان وزملاءه إلى النظر إليه كقدوة في العمل الإنساني.
محمد عبده والشيخ محمد صالح بن عثيمين
وفي مقاله " محمد عبده في السجن"، يقول "الرابغي": "ما زلت أذكر تلك الليلة.. ليلة السابع والعشرين من رمضان عندما لبينا دعوة الأخ صالح الزامل للإفطار على شرف معالي شيخنا الفاضل محمد صالح بن عثيمين، وكيف أن محمد عبده جاء والتقى فضيلة الشيخ في لقاء حميمي، كشف فيه عن عمق الصداقة بين الشيخ والفنان.. استقر في وعيي وأنا الذي تابعت قصة الفنان الكبير محمد عبده منذ طفولة موهبته.. كانت ترشح بعطاءات إنسانية.. وخاصة مساعدة المحتاجين".
سداد ديون المعسرين
ويضيف "الرابغي": "لقد برهن فنان العرب على أنه يغرف من بحر الإنسانية.. مجتهداً في سداد الديون عن المعسرين لجبر خواطر من ألقت بهم أقدارهم إلى الحجز بالسجن لتنتزعهم من أولادهم وأهليهم.. لعل تلك شيمة من الشيمات الإنسانية التي يتحلى بها محمد عبده.. ومنها ما كان يميزه عن أنداده.. الصدق في المواعيد.. والالتزام بما قطعه على نفسه.. تلك مؤشرات تصب في رصيد الفنان (الإيماني والإنساني) وشغفه بأن يكون أداة فاعلة تلعب دوراً إنسانياً في مجال جبر خواطر المحتاجين من الفقراء والبائسين.. ومن الذين عانوا من الانكسار في مجالات التجارة.. فألقت بهم أحلامهم في غياهب السجن".
زيارة السجن
وينهي الكاتب قائلاً: "لعلي لم أكن مبالغاً في سياق ما عرضته عن (أبونورة).. ولعل ما انتشر وذاع من خلال وسائط الاتصال (لزيارة الفنان الكبير لسجن مباحث جدة ومقابلة السجناء) يؤكد تجاوب الجمهور مع خصوصية العمل الإنساني الذي يرفع من مقام الفنان محمد عبده وفقه الله.. ولعله قدوة لأمثاله من الفنانين لإعطاء العمل الجماعي ما يستحق.. وحسبي الله ونعم الوكيل".
تحية لمتطوعي حي لبن
يوجه الكاتب الصحفي فهد بن جليد الشكر والتحية لأبناء ومواطني "حي لبن" بالرياض، لتطوعهم وتكاتفهم من أجل البحث عن فتاة مفقودة، حتى تم العثور عليها، مؤكداً أن ما قام به المواطنون عمل مُشرِّف، وصورة ناصعة البياض تعكس طيبة المجتمع السعودي وتماسكه، مطالباً البلدية والجهات المعنية بتحرك سريع لحل مشاكل الحي التي كشفت عنها الصور.
وفي مقاله "حي لبن وأشعة المتطوّعين" بصحيفة "الجزيرة"، يقول "ابن جليد": "التكاتف الاجتماعي الذي عشناه (اليومين الماضيين) للبحث عن (مفقودة حي لبن) هو عمل اجتماعي شعبي مُشرِّف، وصورة ناصعة البياض تعكس طيبة المجتمع السعودي، ومدى تماسك أفراده، وتعاضدهم، ووقوفهم بجانب بعضهم البعض".
ويضيف "ابن جليد": "هذا الحضور الجميل من كل أطياف المجتمع وشرائحه (صورة) لا يجب أن تُغادر أذهاننا بمجرَّد العثور على المفقودة وعودتها إلى أهلها سالمة -بحمد الله وتوفيقه- ثم بجهود رجال الأمن الذين يقومون بدورهم بكل قدرة ومهنية وكفاءة، بل علينا تشجيع مثل هذا العمل التطوعي وتنظيمه أكثر، والاستفادة من هكذا تجربة في طريق تطوير العمل الاجتماعي داخل الأحياء السكنية، فالمواطن في حيِّه ومنطقته ومدينته هو (عين الأمن) التي تُساند رجال الأمن في مهامهم وواجباتهم".
الفيديوهات كشفت الأسرار
ويرى "ابن جليد" أن فيديوهات حي لبن كشفت الكثير من مشاكله وأسراره، وأن على الأمانة التدخل لحلها "انتهت حادثة الفتاة بخير، وبقيت مقاطع المتطوّعين وسناباتهم أثناء تمشيط الحي التي أعتبرها بمثابة (أشعة إكس السينية) لأنَّها أعطت صورة أكثر وضوحاً وعن قرب لحي (لبن)، لتكشف لنا الكثير عن خباياه وأسراره والأخطار التي تحيط به كأحد الأحياء الرئيسة غرب الرياض، وكيف يعجُّ بأعداد كبيرة من العمالة بحكم النهضة العمرانية التي يعيشها مع تشييد الكثير من المباني السكنية والتجارية، إضافة لعدد الأحواش والسيارات المُتهالكة والمباني المهجورة تحت الإنشاء والأودية التي قد تُستغل من ضعاف النفوس، ما يتطلب تحركاً جدياً وسريعاً من البلدية والجهات المعنية للتعامل مع تلك المواقع والسيارات التالفة بما يجب، كمُكافأة لأبناء وشباب هذا الحي ومن ساندهم من المتطوّعين الآخرين، وكأنَّنا نقول لهم شكراً (جهودكم مُقدَّرة) وتم التعامل مع كل ما كشفته (عدسات هواتفكم)".