"خبير بالمجال التطوعي": التطوع مطلب وطني وكلنا مسؤولون عن بناء الوطن بلا مقابل

"المقاطي": البعض بات يعتبره عملًا إلزاميًا للحصول على فرص وظيفية أو ترقية مهنية
الخبير في المجال التطوعي أحمد بن صالح المقاطي
الخبير في المجال التطوعي أحمد بن صالح المقاطي

أكد الخبير في المجال التطوعي أحمد بن صالح المقاطي أن فكرة التطوع تقوم على الجهد الذي يقدمه المتطوع تجاه مجتمعه بلا مقابل، وهذا الجهد يأتي على أنماط مختلفة قد تكون مادية، فكرية، بدنية، تعليمية... وغيرها، وأن يأتي متجردًا من المقابل والمنفعة المادية الشخصية.

وقال "المقاطي": بلا شك المجتمعات الحيوية تجد التطوع فيها منتشرًا، وأهلها يتسابقون على البذل والعطاء؛ من أجل أن تظل صورة أوطانهم نموذجًا للحضارة الإنسانية السامية، والتطوع يعني أن يأتي الفرد طواعية دون ضغط، وإنما رغبة ومحبة في تسخير نفسه للعمل المتطوع له، وهذا يقودنا إلى تصحيح مفهوم التطوع في ذهنية أغلب المنظمات والمؤسسات التي صارت تعد العمل التطوعي عملًا إلزاميًا لحصول الأفراد على فرص وظيفية مستقبلًا أو للحصول على ترقية مهنية، وفي كلا الحالتين يخرج التطوع من مفهومه الأساسي الحيوي والاستثماري البنّاء إلى (المفهوم الاستغلالي) الذي يستنزف طاقات الشباب ومستقبلهم ويزيد من عشوائية العمل التطوعي، وبالتالي يفقد المتطوع حماسه في تقديم المزيد؛ لأنه سيكون في حالة انتظار وترقّب للمنفعة والمصلحة المادية الشخصية التي سينالها من تطوعه وفي حال عدم حصوله عليها حتمًا سيهرب من ميدان تطوعه دون رجعة.

وأضاف: ناهيك عن استغلال بعض الفرق التطوعية بما يعود بالنفع والفائدة لاسمها، بما يحقق أهدافها ومتطلباتها ومستلزماتها وإقامة مناسباتها تحت مسمى العمل التطوعي.

وتابع "المقاطي": نحن بحاجة اليوم إلى استثمار الطاقات الوطنية الشبابية في مجال العمل التطوعي؛ لحمايتهم وإشغالهم بما ينفعهم ويخدم طموحهم وطموح الوطن، شريطة أن يأتي العمل التطوعي برغبة منهم وبوعي تام وطواعية كاملة بلا مقابل وبلا وعود بالمقابل غير الرغبة في استثمار أوقات فراغهم بما يعود عليهم بالنفع، هذا من جهة ومن جهة أخرى من الضروري جدًا مراقبة المؤسسات والمنظمات والفرق التي يظهر بها العمل التطوعي في ثياب الاستغلال، ويتم من خلاله استغلال الشباب وحاجتهم إلى الوظائف والإساءة إلى مقاصد التطوع السامية.

وأضاف: من أجل هذا لا بد من إعادة النظر في منظومة العمل التطوعي القانونية ومعاودة قراءة نظام العمل التطوعي مع تفعيل دور الرقابة على من يحاول استغلال المتطوعين تحت مسمى التطوع وتحديد الجهات المناسبة للشباب تحديدًا في التطوع؛ حتى لا يكونوا صيدًا ثمينًا للاستغلال؛ فالهدف استثمار الطاقات وإكساب المتطوعين الشباب مهارات مع خوض تجربة تطوعية إنسانية إيجابية مستدامة.

وختم تصريحه قائلًا: التطوع مطلب وطني وكلنا مسؤول عن بناء الوطن عملًا وواجبًا وحبًا وتطوعًا وبكل ما أوتينا من ذرة عطاء بلا مقابل.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org