"السعودية" المصدر الأول للنفط للصين و70 شركة تعمل في مشروعات البنية التحتية بالمملكة

تعاظم النمو الاقتصادي وتوقعات بـ60 مليار دولار للتجارة المتبادلة العام المقبل
"السعودية" المصدر الأول للنفط للصين و70 شركة تعمل في مشروعات البنية التحتية بالمملكة
تم النشر في
عبد الله البارقي- سبق- الرياض: تسير العلاقات الاقتصادية بين الرياض وبكين إلى قمة اقتصادية كبيرة تتجاوز فيها قيمة التبادل التجاري الـ60 مليار دولار خلال العام المقبل، وبذلك يكون ذلك العمق الاقتصادي مؤشراَ للتحولات الاستراتيجية على جميع الأصعدة، وتصبح الرياض هي الدولة الأكثر قدرة على تزويد الصين باحتياجاتها النفطية؛ لما تمتلكه من احتياطيات بترولية كبيرة، مما يعني أن التعاون بينهما سيحقق مصالح الطرفين المتمثلة في التكامل الاقتصادي والتنمية المشتركة، وأن هناك أهمية استراتيجية لهذا التعاون، وعلى هذا الأساس أقامت الصين علاقة تعاون استراتيجي مع المملكة العربية السعودية.
 
وتُعتبر زيارة ولي العهد صاحب السموالملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز للصين مهمة جداً، وتأتي في وقت يشهد فيه العالم حراكاً سياسياً على مستوى التحالفات الاقتصادية قبل غيرها، وتعد هذه الزيارة ذات أهمية؛ وذلك لتعزيز التعاون بين البلدين وتحديداً في المجال الاقتصادي الذي كان ولا يزال أساس العلاقات السعودية الصينية على مر العقدين الماضيين، والتي تعاظم فيها النمو الاقتصادي بين البلدين.
 
 
2006 بداية انطلاق العلاقات الاقتصادية
شهدت العلاقات التجارية المتبادلة بين الصين والسعودية زيادة ملحوظة عقب الزيارة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين للصين مطلع العام 2006، وأعقبتها زيارة نائب الرئيس شي جين بينغ للسعودية في العام 2008، وتُوِّجت بزيارتين متتاليتين للرئيس هو جين تاو للسعودية عامي 2006 و2009. ووقعت الدولتان خلال الزيارة اتفاق تعاون في مجال الطاقة والاستثمارات المشتركة، وناقشتا كذلك قضايا أخرى، بما في ذلك التجارة والضرائب وصفقات مع البنك السعودي للتنمية.
 
وتنظر كل من الرياض وبكين للأخرى على أنها ستكون الداعم الأكبر في المجال الاقتصادي، حيث ظهرت نتائج التجارة الثنائية والبالغة 40 مليار دولار للعام 2010 قد تم تحقيقه بالفعل في العام 2008.
 
وتخطط الدولتان لرفع حجم التبادل التجاري بينهما إلى 60 مليار دولار بحلول عام 2015، في وقت وصل فيه حجم الاستثمارات الصينية في السعودية إلى نحو 690 مليون دولار، بينما وصل حجم الاستثمارات السعودية في الصين إلى 600 مليون دولار.
 
وبلغت قيمة الصادرات السعودية إلى الصين سبعة مليارات دولار خلال العقد الماضي، حيث اشتملت على النفط المكرر والمواد البلاستيكية، وتراوحت قيمة الصادرات الصينية إلى المملكة خلال نفس الفترة بين مليارين وثلاثة مليارات دولار، واشتملت على الملابس والأجهزة والمعدات الميكانيكية والإنشائية ونسبة صغيرة من السيارات الصينية.
 
 
نمو الطلب النفطي وشركات في مجال الطاقة 
ومن المنتظر أن يكون هناك نمو الطلب الصيني على النفط بمقدار مليون برميل يومياً خلال العامين المقبلين، ووصف كثيرون هذا التحول في تجارة الطاقة من الغرب إلى الشرق بأنه تحوُّل في الجغرافيا السياسية للنفط.
 
فيما ارتفع حجم واردات الصين من النفط الخام من السعودية خلال الفترة الماضية، وهو ما يعزز الثقة بإمكانية تحقيق الرقم المستهدف بوصول حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 60 مليار دولار، وذلك من خلال أربعة محاور، أولها استمرار تطوير تجارة النفط الخام، والثاني هو بذل جهود كبيرة لزيادة حجم التجارة غير النفطية.
 
ويتمثل المحور الثالث في تحقيق الرقم المستهدف الجديد للاستثمارات المشتركة بين البلدين، خصوصاً في مشروعات البنية التحتية، التي بلغت قيمتها خلال السنوات الأربع الماضية حوالي 15.5 مليار دولار.
 
وتبرز التطلعات في اتفاقية التجارة الحرة بين الجانبين، الخليجي والصيني، والتي من شأنها الإسهام في إيجاد بيئة ملائمة تشجع على الاستثمارات المشتركة، وتساعد على رفع حجم التبادل التجاري بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي.
 
وبلغ حجم التبادل التجاري بين الرياض والصين في العام 2008 أكثر من 40 مليار دولار، وهو الهدف الذي وضعه قادة البلدين في العام 2006 للوصول إليه في العام الجاري.
 
وكان ارتفاع قيمة التبادل التجاري بين البلدين قد وصل إلى نحو 19.5 مليار دولار خلال العام 2012 بزيادة مقدارها 14% عن العام 2011.
 
 
الصين أكبر شريك تجاري للسعودية
تحتل الصين المرتبة الأولى لعدة سنوات كأكبر شريك تجاري للسعودية، وتُقدر قيمة الصادرات الصينية للمملكة بحوالي 18.45 مليار دولار، فيما بلغت الواردات الصينية من السعودية 54.95 مليار دولار تتركز معظمها في المواد البترولية.
 
وبتنويع التبادل التجاري مع السعودية ليشمل بجانب المنتجات البترولية الموارد الطبيعية الأخرى كالمعدنية والمنتجات البتروكيماوية، فيما تضع خطط البلدين مسارها لرفع حجم التبادل التجاري بينهما إلى 60 مليار دولار بحلول العام 2015.
 
وبلغت قيمة الصادرات السعودية إلى الصين سبعة مليارات دولار خلال العقد الماضي، حيث اشتملت على النفط المكرر والمواد البلاستيكي وتجاوز التبادل الاقتصادي مع الصين 73 مليار دولار في 2013.
 
1300 طالب سعودي بالصين
ويبلغ عدد الطلاب السعوديين الدارسين في الجامعات الصينية أكثر من 1300 طالب وطالبة في مختلف المجالات وعلى رأسها الطب والهندسة.
 
 
الصين ثاني مصدر لواردات المملكة
تُعتبر المملكة العربية السعودية هي المصدِّرة الأساسية للنفط إلى الصين، وتتجه لزيادة التعاون مع الصين في مجالات الطاقة والتعليم.
 
وحسب إحصاءات حديثة تُعتبر الصين ثاني أكبر مصدر لواردات المملكة وخامس أكبر مستوردي المنتجات التصديرية السعودية، حيث بلغ في عام 2008 حجم التبادل التجاري 76.1 مليار ريال على خلفية ارتفاع حجم الصادرات النفطية والأسعار. وفي 2012 وصل حجم التبادل بين البلدين إلى 240 مليار ريال سعودي، وخلال العقد الذي أعقب تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، تعاظم حجم التبادل التجاري بينهما. فقد ارتفعت قيمة الصادرات الصينية إلى المملكة بنسبة 167% من 1.66 مليار ريال سعودي في عام 1990 إلى 4.44 مليار ريال سعودي في عام 2000. وفي الفترة نفسها نمت الصادرات السعودية إلى الصين بنسبة 3.463% من 158 مليون ريال سعودي إلى 5.63 مليار ريال سعودي.
 
وأبرز الصادرات الصينية إلى المملكة هي الملابس والمنتجات الميكانيكية والإلكترونية وأجهزة التكييف والمنسوجات. أما أبرز وارداتها من المملكة، فهي النفط الخام والغاز الطبيعي المسال ولدائن البلاستيك الخام.
 
وفي الفترة (2003 - 2008) زاد الإقبال السعودي على المنتجات الصينية، وهو ما انسجم مع رغبة الصين في الحصول على حصة لمنتجاتها في السوق السعودية. وبين عامي 2002 و2004، سجّلت الصين، مقارنةً بباقي دول العالم، أعلى معدّل نمو في قيمة صادراتها إلى المملكة (160%)، وإذا نظرنا إلى القفزة التي سجّلتها قيمة الصادرات الصينية إلى المملكة خلال السنوات الثماني الأخيرة، فإن النتيجة مذهلة؛ ففي عام 2000، كانت قيمة هذه الصادرات 4.48 مليار ريال سعودي لكنها بلغت في عام 2008 (طبقاً للبيانات الأولية) 40.13 مليار ريال سعودي. وفي أبريل (نيسان) 2006، أعلن الرئيس الصيني، هو جنتاو، هدف بلاده المتمثل بأنْ تصل قيمة التبادلات التجارية الثنائية مع المملكة إلى 150 مليار ريال سعودي بحلول عام 2010، لكن يبدو أنّ هذا الهدف قد تحقق في عام 2008، فقد وصلت صادرات المملكة 116.2 مليار ريال سعودي، بينما بلغت الواردات من الصين 40.13 مليار ريال سعودي. في عام 2008 شهد الميزان التجاري بين البلدين زيادة قدرها 180%، بسبب ارتفاع أسعار النفط وأيضاً بسبب زيادة حجم الصادرات النفطية إلى الصين، حيث صدَّرت السعودية إلى الصين ما يعادل 720.000 برميل نفط يومياً.
 
 
طلب الصين المتزايد على الطاقة
أما فيما يتعلق بالنفط فقد كانت صادرات المملكة إلى الصين ضئيلة خلال الجزء الأكبر من الثمانينيات (باستثناء عام 1988). فحتى عام 1994، كانت المملكة قد صدّرت إلى الصين ما قيمته 451 مليون ريال سعودي فقط. لكنْ سجّلت زيادة ملحوظة على هذا الصعيد في عام 1997، عندما قفزت قيمة صادرات المملكة إلى الصين إلى 1.58 مليار ريال سعودي، ثمّ في عام 1999، حيث وصلت إلى 2.35 مليار ريال سعودي.
 
أما سبب الزيادات التي سُجِّلت في منتصف التسعينيات وبعدها بثلاث سنوات، فهو حقيقة أنّ الصين أصبحت منذ عام 1993 مستورداً صافياً للنفط. لكنّ القفزة الكبيرة في الصادرات السعودية إلى الصين حدثت في عام 2000، حيث بلغ معدّل نموها السنوي 139%، ووصلت إلى 5.63 مليار ريال سعودي. ومنذ ذلك العام، تعاظمت قيمة الصادرات السعودية إلى الصين سنة تلو الأخرى. ففي عام 2001، بلغت قيمتها 8.15 مليار ريال سعودي، وفي عام 2008 وصلت قيمتها إلى 116.25 مليار ريال سعودي.
 
جاء هذا النمو المذهل، بالدرجة الأولى، نتيجةً لطلب الصين المتزايد على الطاقة إثر اتساع الهوّة بين مستويات استهلاكها النفطي وإجمالي إنتاجها المحلي من الخام، بين عامي 2000 و2005، ارتفع استهلاك الصين النفطي من 4.7 مليون برميل يومياً إلى نحو سبعة ملايين برميل يومياً، نحو 43% من احتياجاتها النفطية. بالتالي، لم يكن من المفاجئ أن تسجّل الصين انخفاضاً ملحوظاً في كفاءتها في استخدام النفط للحصول على كل دولار إضافي من إجمالي ناتجها المحلي منذ عام 2000.
 
كميات هائلة من النفط
الصين هي المستورد الصافي الثاني للنفط في العالم بعد الولايات المتّحدة؛ لأنها تجاوزت اليابان في عام 2008. فعلى صعيد الطاقة، وخلافاً لما كان سائداً قبل عِقد من الزمن، أصبحت الصين تستورد اليوم كميات هائلة من النفط. ومن خلال تعديل محطاتها لتكرير النفط وزيادة طاقاتها الإنتاجية، أصبحت الصين قادرة على استيعاب كميات متزايدة من الخام السعودي (الثقيل). وهذا ما حوَّل المملكة إلى المصدَر الرئيس لواردات الصين النفطية وجعل الأخيرة، في الوقت ذاته، أهم مستوردي الخام السعودي في نظر المملكة. لكنّ هذا التحوّل ما كان ليحدث لولا النمو المتسارع للاقتصاد الصيني الذي تجاوز معدّله السنوي 9% بين عامي 1978 و2005.
 
إلى جانب أنغولا، ظلّت المملكة خلال السنوات الماضية في طليعة مصدّري النفط إلى الصين. وفي عام 2007، تحوّلت المملكة إلى أكبر مصدّر للنفط إلى الصين؛ حيث زوّدتها بنحو 527 ألف برميل مكافئ يومياً، ووصلت في عام 2008 إلى 720.000 برميل في اليوم. وكان ذلك نتيجة للاتفاقية التي أبرمتها "أرامكو السعودية" في شهر يونيو لزيادة إمدادات النفط الخام إلى شركة النفط الصينية "سينوبيك" ليصل إلى 1.5 مليون برميل في اليوم بحلول عام 2015. وسجلت هذه المستويات من صادرات المملكة لأنّ الصين أدركت أنّ وصولها إلى الخام السعودي كان حيوياً بالنسبة لنموّها. في الوقت ذاته، كانت المملكة تدرك أنّه سيستحيل تكرير المزيد من خامها الثقيل إلا إذا وسعت الصين أو المملكة نفسها الطاقة التكريرية المحليّة للخام الثقيل.
 
 
70 شركة صينية تعمل في مجال الإنشاءات بالسعودية
وتعمل بالمملكة حالياً أكثر من 70 شركة صينية تنشط 62 منها في مجال الإنشاءات، وتستخدم نحو 16 ألف عامل صيني. وقد فازت إحداها مؤخراً بعقد قيمته 2.2 مليار ريال سعودي؛ للمساهمة في توسيع منشآت جامعة الملك خالد، وهذا هو أضخم عقد تفوز به شركة إنشاءات صينية منذ بداية انخراط شركات الإنشاءات الصينية في السوق السعودية.
 
وفي عام 2007 فازت شركة مقاولات صينية أخرى بعقد لبناء مرفأ لسفن الحاويات في ميناء جدة الإسلامي بتكلفة قدرها 860 مليون ريال سعودي، وتم اختيار نفس الشركة لبناء الميناء الصناعي في رأس الزور بالتعاون مع إحدى الشركات المحليّة. وتساهم شركات الأسمنت الصينية أيضاً في تحديث وتوسيع نظيراتها السعودية.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org