من قلب حي الطريف التاريخي، رفع الطالب عبدالملك يوسف الزريق أذان المغرب من مسجد سبالة موضي حسب التوقيت المحلي للدرعية، وذلك في الموسم الثالث لمبادرة مجتمعية تهدف إلى تعزيز وتحفيز رفع الأذان على الطريقة المحلية.
وتعمل هيئة تطوير بوابة الدرعية على قدم وساق على تطوير الدرعية مهد الدولة السعودية التي انطلقت قبل 300 عام على يد المؤسس الإمام محمد بن سعود، وذلك لجعلها أيقونة تراث سعودية عالمية ووجهة سياحية، ومن ضمنها "سبالة موضي" من أوائل الأوقاف في الدولة السعودية على غرار عين زبيدة أو وقف زبيدة.
ووفق أسلوب العمارة النجدية في الدرعية، بنى الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود، مؤسس الدولة السعودية الأولى، مسجد موضي بنت أبي وهطان، من المساجد الأثرية في الطريف بالدرعية في منطقة الرياض، وهي زوجة الإمام المؤسس محمد بن سعود وأم الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود الحاكم الثاني للدولة السعودية.
ونسب الإمام عبدالعزيز بن محمد اسم المسجد إلى والدته، ويُعد المسجد الذي يوجد في حي الطريف، ويحده من الجهة الجنوبية بيت المال ومن الشرق قصر سلوى، من أقدم المساجد في تاريخ المملكة العربية السعودية، حيث تم بناؤه خلال فترة الدولة السعودية الأولى.
وتم إنشاء المسجد من طوب اللبن والأخشاب والحجارة وهي المكونات التي يُبنى بها منازل الدرعية، وبدأ استخدامه في بدايات القرن الثاني عشر الهجري، حيث أُعيد بناء جزء من خلوة المسجد لتصبح على شكلها الحالي.
كانت السبالة عبارة عن تصميم كالخان، ولكن بحجم أصغر، مكون من طابقين ويُحاط المبنى فيه بفناء مكشوف، ويُستخدم في الإقامة والسكن، حيث كان يسكن إليه التُجار يفدون إلى المدينة، وكانت هناك عدة أبواب بالجدار الشرقي على امتداد الطريق الضيق.
كما كان هناك محال تجارية مؤقتة لخدمة التجار الوافدين، أما المجلس وغرف الخدمة مثل المطابخ، وغرف التخزين، فكانت تقع حول الدور الأرضي من الفناء، وكان يوجد إسطبلات متصلة بالسبالة لإطعام الدواب والحيوانات المرافقة لقوافل التجار.
وعن فناء السبالة فكان يُستخدم كمساحة خارجية يجتمع فيها المُقيمون للترفيه عن أنفسهم ومناقشة أمورهم التجارية، وكما كان مكانًا لإعداد الطعام وصنع الخبز وتخزين الخشب، وحول الفناء بالطابق الأول كانت توجد غرف النوم التي يُقيم فيها التجار الرحل، أما المسجد فيتصل بفناء السبالة عن طريق عدة أبواب، ويُستخدم كـ مكان رئيس تُقام فيه الصلاة بحي الطريف.
يُذكر أنه أُعيد ترميم مسجد موضي بنت أبي وهطان إلى ما كان عليه، ليصبح عقب ترميمه مكانًا لإقامة الصلوات، مُضاف له مبنى جديد قد تم إنشاؤه وقت الترميم، يتكون من دورين على جزء من أنقاض المسجد.
تحتوي سبالة المسجد على مجلس يتم تناول القهوة العربية فيه وكانت عبارة عن أرضية تُفرش إما بالبساط أو السجاد، أو الحصير المُستخرج من سعف النخيل، وكانت غرف النوم يتم تزيينها بالمفروشات التقليدية منها الدويش الذي يُعد مرتبة كبيرة الحجم يتم تغطيتها باللحاف ثم المطرحة.
يختلف مسجد موضي بنت أبي وهطان عن غيره من المساجد، حيث يُرفع الأذان فيه من أعلى سطحه وليس من أعلى منبر بداخله كبقية المساجد المُتعارف عليها منذ أيام رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، ما جعل تصميمه يلفت أنظار العالم إليه.