أكد مسؤولو جمعية البر بجدة أن قصة المملكة العربية السعودية في تاريخها الحديث هي قصة إلهام، ضمّت فصولها روائع ملحمية رواها عشقُ الأجدادِ وتضحياتُهم، ووفاءُ الأبناء وعطاءاتُهم، وجسّدت تفاصيل سردياتها مسيرة استثنائية من النماءِ والازدهار، بعد أن حوَّلت البلاد من مجرد أرض قاحلة، يسودها التشرذم والخوف والسلب والنهب، إلى دولة عصرية حديثة تقارع الدول العظمى، ينعم مواطنوها والمقيمون على أرضها وزوارها بمنظومة معيشية فريدة، يسودها الأمن والسلام، في مجتمع حيوي يعيش فيه الجميع حياة كريمة، ويشاركون في صناعة طموح الوطن ونمو وازدهار اقتصاده.
وقال مسؤولو الجمعية بمناسبة ذكرى اليوم الوطني الـ94: "لقد قاد ملوك السعودية السبعة بدءًا بالملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، مرورا بأبنائه الملوك: "سعود، فيصل، خالد، فهد، عبدالله" وصولًا إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، سلسلة من الإنجازات التي ساهمت في تحقيق التقدم والرفاه للمواطنين، وبفضل رؤيتهم الحكيمة تم توجيه الاستثمارات النفطية لبناء المدارس والجامعات والمستشفيات والمنشآت الترفيهية والرياضية والثقافية مع تعزيز البنية التحتية للنقل والطرق وتوفير خدمات الكهرباء والمياه بشكل متنامٍ.
وأضافوا: كما تناغمت المنجزات مع أهداف التنمية التي تواءمت فيها مسيرة النماء والعطاء مع تحسين جودة الخدمات والارتقاء بالمشهد الحضري، وتكريس الأمن وحماية المجتمع من الاضطرابات والانحرافات والمخدرات، وتعزيز السلم الاجتماعي، مع العناية بالتراث والمنظومة الثقافية والرياضية والصحية والتعليمية.
وأردف مسؤولو الجمعية: التحولات الكبرى التي تمت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، حفظه الله، جاءت في ظل رؤية المملكة الطموحة التي وضعها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وقد أضحت المملكة في ظل رؤيتها التنموية وجهة للفعاليات الرياضية والترفيهية كمعرض إكسبو 2030 الذي يمثل فصلًا من فصول التواصل والتأثير العالمي، وفوزها باستضافة كأس العالم 2034، واستضافة أولمبياد الألعاب الإلكترونية 2025م.
وقال مسؤولو جمعية البر بجدة: "لقد حظي القطاع غير الربحي بعناية خاصة من قيادتنا الرشيدة؛ حيث تم وضعه ضمن المستهدفات الرئيسية لرؤية المملكة 2030؛ بهدف تعظيم أثره الاجتماعي والاقتصادي ورفع مساهمته في الناتج المحلي إلى 5%، فتم تقديم العديد من المبادرات الحكومية بهدف تمكين هذا القطاع وتعميق أثره باعتباره أحد محركات النمو والازدهار".
وتابعوا: "إن مبادرة الإسناد الحكومي لدعم هذا القطاع الحيوي وما تمخّض عنها من نتائج إيجابية تجسّدت في إسناد ما قيمته 7 مليارات ريال من المشاريع الحكومية للقطاع غير الربحي، إضافة إلى قرار مجلس الوزراء الموقر بالسماح للهيئة العامة لعقارات الدولة تخصيص عقارات لمصلحة القطاع غير الربحي، تؤكد مضي الدولة في تمكين هذا القطاع الذي أثبت كفاءته في ظلّ ما يؤديه من خدمات تعود بالخير على المجتمع".
وقال مسؤولو "بر جدة": "إن جميع هذه المنجزات التي حملها قطار البناء والنماء، إنما تعكس الحرص الدائم لدى ملوك هذه الدولة على تحقيق التنمية الشاملة التي تعزز جودة الحياة في المملكة، للمواطنين والمقيمين والزوار، وتدفع بعجلة النمو والازدهار، وهو الأمر الذي اتضح جليًّا في المرحلة المعاصرة التي تسير فيها المملكة بخطى واثقة نحو المستقبل، مرسخة مكانتها الإقليمية والدولية، مُثبتة حضورها في صناعة الأمن الاقتصادي العالمي، محققة الريادة في الكثير من المؤشرات العالمية، متخطية دولًا متقدمة في مجموعة العشرين بحصولها على المرتبة الثانية في التنافسية الرقمية وفق المركز الأوروبي للتنافسية، إلى جانب إطلاقها الاستراتيجية الوطنية للصناعة للوصول إلى اقتصاد صناعي جاذب للاستثمار، وتحقيقها الريادة في حماية البيئة من خلال مبادرتَي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، إضافة إلى حرص المملكة على التحول إلى الطاقة النظيفة، وهو ما تَجسَّد في مشروع إنشاء مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر بمدينة "أوكساجون" في "نيوم".
واختتم مسؤولو الجمعية حديثهم بالقول: "إننا لا نستغرب ذلك كله في مملكة تم تصنيفها بكونها البلد الأسرع نموًّا اقتصاديًّا في العالم خلال عام 2023م، بالتزامن مع تراجع نسبة البطالة فيها إلى 8%، كما لا نستغربه في مملكة سجلت حضورها العالمي على المستوى الثقافي والفني، وتم اختيارها رئيسًا للجنة التراث العالمي"، بما يعكس "أعظم قصة نجاح في القرن الحادي والعشرين"؛ كما وصفها سموّ ولي العهد.