"منى بوسمرة": "السعودية والإمارات" تحالف يعتمد عليه لحماية وصيانة الأمن القومي العربي

قالت: العلاقات بين البلدَيْن رسالة لكل عربي لكسر حالة الضعف والهوان التي تمر بها الأمة
"منى بوسمرة": "السعودية والإمارات" تحالف يعتمد عليه لحماية وصيانة الأمن القومي العربي
تم النشر في

أكدت منى بوسمرة، رئيسة التحرير بصحيفة البيان الإماراتية، أن العلاقات الإماراتية السعودية شهدت في السنوات الأخيرة حالة استثنائية، ليس بسبب توحد الرؤى لدى القيادية السياسية في البلدين فقط، بل لأنها تؤسس لواقع غائب في العلاقات العربية أيضًا؛ فاليوم مع تحالف الدولتين هناك كتلة اقتصادية بناتج محلي يفوق تريليون دولار، وقوة عسكرية هي الأحدث والأقوى في المنطقة، وهما ميزتان تمنحان الدولتين والعرب القدرة والمرونة على التعامل مع أي معادلات أمنية واقتصادية جديدة في المنطقة والعالم.

وقالت "بوسمرة" لـ "سبق": إن المتابع لتاريخ العلاقات الإماراتية – السعودية يرى بوضوح مسارها التصاعدي منذ عقود، خاصة في السنوات الأخيرة التي شهدت فيها نقلات نوعية، وصلت بها إلى المشهد الذي تؤسس فيه لحالة استثنائية في الواقع العربي.

وتابعت "بوسمرة ": اليوم تتقدم الإمارات والسعودية الصفوف لحماية وصيانة وترميم الأمن القومي العربي، وإعادة ترميمه، وهي مسؤولية كبيرة، يتصدى لها البلدان بكامل طاقاتهما؛ لإعادة الأمور إلى نصابها، واستعادة توازن المنطقة، ووقف المغامرات السياسية والأمنية؛ للتفرغ إلى رفاهية الشعوب، وتنمية اقتصادها، وحفظ استقرارها.. فهو تحالف يبعث برسالة قوية إلى المنطقة والعالم بالعزم على التمسك بزمام المبادرة، وقدرته في التعامل مع مشكلات الإقليم بتأكيد الاعتماد على النفس، وعلى سواعد أبنائه لزراعة ربيع المستقبل بدل ربيع الدمار الذي زرعته شراذم الفكر الضال خدمة لأجندات أجنبية؛ لأنه تحالف مهموم بقضايا أمته وعزتها ومستقبلها، فجاء ليغلفها بمظلة سياسية وأمنية وعسكرية واقتصادية واجتماعية، تضمن الاستقرار، وتستشرف المستقبل.

وأشارت "بوسمرة" إلى أن نظرة سريعة إلى مشاريع التكامل طويلة المدى بين البلدين تكشف عمق الرؤية وصدق النيات، وأنها ذاهبة إلى أبعد مدى في التكامل، ونحو علاقات عضوية متجذرة في كل المجالات؛ لملء الفراغ الاقتصادي والأمني والعسكري والاقتصادي الذي أحدثته مغامرات طائشة منذ غزو الكويت، وما أعقبه من انهيارات متتالية في منظومة الأمن العربي التي جعلت الأقزام يتقدمون إلى مواقع الكبار.

وقالت إن العلاقات بين البلدين رسالة إلى كل عربي في هذا الشهر الكريم، وهو عيدية تهل علينا مع هلال العيد.. فهو عيد؛ لأنه أمر لم تتعود عليه الشعوب العربية طوال عقود؛ فهو تحالف يناقض حالة الضعف والهوان التي تمر بها الأمة العربية، ويعكس المعادلة القائمة إلى حالة القوة والعزة؛ لتتحطم عليها أحلام الطامعين، وتتكسر أمامها المؤامرات والفتن؛ لتطلق قطار التفاؤل الذي طال انتظاره إلى فضاءات السلام والتنمية والعلم والمعرفة.

وشددت "بوسمرة" على أن رهان مستقبل المنطقة معلق على التعاون السعودي - الإماراتي باعتباره اليوم كما يتفق الخبراء شرطًا للسلام الإقليمي بسبب قدرة البلدين على إعادة هندسة الأمن الإقليمي، وتأسيس معادلة إقليمية أمنية جديدة، تتعامل مع المتغيرات والتجاذبات الإقليمية والدولية الخطيرة تجاه المنطقة.

وبيّنت "بوسمرة" أنه خلال عام، ومنذ خلوة العزم في أبوظبي بين البلدين، عملت فرق فنية من البلدين بصمت على إنتاج رؤية استراتيجية موحدة نحو قضايا المنطقة، وتحقيق إرادة القيادة السياسية بنقل العمل المشترك إلى العمل التكاملي الذي يخدم قضايا الأمة، ويجسد حرصًا مطلقًا على مستقبل أجيال المنطقة من العبث الداخلي والخارجي الذي يتهددها؛ ليكون هذا التحالف صمام أمان المنطقة، ونموذجًا لما يجب أن تكون عليه العلاقات الأخوية.

واختتمت "بوسمرة" قائلة: اتفاقات التعاون التي أنتجها التحالف تعطي المنطقة الخليجية والعربية ثقلاً استراتيجيًّا في ظل تحديد مدة زمنية لتنفيذ استراتيجية التكامل التي تعزز الشراكة الاقتصادية، والمشاركة في القرار الاستراتيجي والاقتصادي العالمي، مع وضع آليات وإطار زمني محدد لتنفيذ الاتفاقات التي يشكل الاقتصاد قلبها النابض، خاصة مع ما يملكانه من موارد طبيعية متنوعة، وفرص استثمارية واعدة، وتخطيط طموح ومكانة دولية مؤثرة، تجعل منهما قوة يحسب حسابها على الساحتين الإقليمية والعالمية.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org