يُعد الأثر النفسي الناتج عن الكوارث الطبيعية وغيرها، مؤلمًا؛ خصوصًا عندما يمتد لشريحة كبيرة من المجتمع كما حدث بسبب الزلازل الأخيرة في تركيا وسوريا، ويستلزم ذلك التعامل مع هذه الكوارث وفق خطوات علمية؛ لكون التعامل الصحيح يُعد طوق نجاة من أزمة قد تستمر لعشرات السنين.
ويقول الأخصائي النفسي بدر السناني لـ"سبق": إن المساعدة والدعم الإنساني لأشخاص تعرضوا أو تأثروا بأحداث أليمة مثل الكوارث الطبيعية؛ أمر إيجابي يحث عليه الدين الحنيف وبَعده الأعراف والعادات الاجتماعية، ولا تنحصر الحوادث فقط على الكوارث؛ فمن تلك الحوادث على سبيل المثال: (الحوادث المرورية، الحرائق، الحروب والعنف)؛ حيث يفقد البعض أحبائهم ويشهدون الموت والإصابات والدمار الناتج عن تلك الأحداث بأعينهم.
وتتمثل تلك الأمور في المواساة غالبًا، أو في تهدئتهم وطمأنتهم مع الاستماع لهم دون الضغط عليهم، وتقديم المساعدة، وتقدير احتياجاتهم كاملة أو الأساسية منها ومخاوفهم، ومساعدتهم للوصول إلى المعلومات والخدمات والدعم الاجتماعي إن توفر، وكذلك حمايتهم كي لا يتعرضوا للمزيد من الأذى كل منهم وفق ظروفه.
يشير "السناني" إلى أن الإسعافات النفسية غالبًا تكون بخطوات خمس، ومن أهمها التواصل الجيد بالنظر والاستماع والتحلي بالهدوء وإظهار التفهم، وعدم الضغط على الطرف الآخر، وأهمية التركيز مع لغة الجسد.
وبيّن أنه يجب أن يكون الاستعداد لتقديم المساعدة -من خلال جمع المعلومات عن الوضع- شاملًا وكاملًا؛ للتمكن من تقديم الإسعافات النفسية بفعالية أكثر ولسلامة الجميع.
وحول مبادئ الإسعافات الأولية النفسية، قال: تُختصر في ثلاث رئيسيات وهي: (انظروا، استمعوا وتواصلوا)، ويجب أن يوضح مقدم المساعدة للناس أنهم سيغادرون بعد تقديم الدعم اللازم والتأكيد على وجود أرقام اتصال.
وفي حالات أخرى قد يكون هناك أشخاص من الذين يُحتمل أن يحتاجوا إلى اهتمام خاص ودقيق، ويشمل الأشخاص الأكثر عُرضة للمخاطر والذين يحتاجون إلى مساعدة خاصة في الأزمات: "الأطفال بمن فيهم المراهقون، والأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية أو إعاقات، أو الأشخاص المعرضين للخطر والتمييز أو العنف".