ما بين "الحمد لله على السلامة ومعوض بخير" يعيش سكان "مليحة" بعد كل رشة مطر.. و"سبق" تفتح الملف مجددًا

بعد أن قضى 15 دقيقة في حوض سيارته وسط السيل "العسيري" يحكي قصته
ما بين "الحمد لله على السلامة ومعوض بخير" يعيش سكان "مليحة" بعد كل رشة مطر.. و"سبق" تفتح الملف مجددًا

يعيش سكان قرى ما بين الحمد لله على السلامة ومعوض بخير " "مليحة"، التابعة لمحافظة محايل منذ سنين بعد كل رشة مطر.

وتفصيلًا، يعيش سكان قرى "مليحة" التسع التابعة لمحافظة محايل غرب عسير حالة من الخوف والذعر مع كل رشة مطر بسبب الأودية التي تحيط بهم، والتي جرفت سيولها العديد من المركبات في أوقات سابقة وحاصرت واحتجزت متنزهين وطالبات وسكانًا ومعلمين ومعلمات.

ومع جل حالات مداهمات السيول لم يكن أمام المنكوبين إلا اعتلاء تندات سياراتهم ليواجهوا المصير المجهول الذي سرعان ما يقابل بفزعة بقية أبناء مليحة، والذين نجحوا في إنقاذ حالات كثيرة من الغرق.

وقال عامر بن محمد عسيري، الذي احتجزته سيول الخميس الماضي: أثناء سيري بوادي "سيله"، بمليحة الذي تملأ أرجاءه الصخور الكبيرة التي خلفتها الأمطار المتتالية خلال الأيام الماضية علقت مركبتي، وكانت السماء تمطر لتزداد غزارتها ويداهمني سيل قوي جرف المركبة لبطن الوادي وانطفأ محركها.

وأضاف: فما كان مني إلى أن انتقلت إلى المقعد الخلفي بعد أن تسللت المياه إلى داخل المركبة، ومن ثم الصعود إلى حوضها لأقضي ربع ساعة أنتظر مصيري المجهول، إلى أن كتب الله أن يهدأ هدير السيل، وأغادرها بعد أن لحقت بها أعطاب جسيمة، وقال إنه لم يتمكن من إبلاغ الدفاع المدني لسوء شبكة الاتصال.

وأبان أنها لا تزال في الورشة وكبده إصلاحها مبالغ مالية كبيرة.

وتابع يقول: لا تزال هنالك العديد من الطرق الوعرة، في الوقت الذي بدأت معدة ثقيلة تتبع النقل لفتح الطريق وإعادة تمهيده، ومن القرى التي لا تزال طرقها شبه مغلقة قال "العسيري": "قرية المنظدة والجوة والنشمات والمعروضة وصلة الرياح المعروضة".

من جهته عبّر فهد الألمعي، رئيس مركز السلام بقرية مليحة عن شكره لصحيفة "سبق" على اهتمامها وحرصها على خدمة الأهالي، مبينًا أنه تم الوقوف مع الجهات المعنية على مواقع الخطر ويجري إعادة تمهيد الطرق، وفيما يخص المركبة التي جرفتها السيول فلم يتقدم المتضرر بطلب المساعدة، كون ما حصل عطل بسيط وتم إصلاح السيارة حسب الاتصال بيني وبين أخيه.

إضافة إلى تجاوب الجهة المختصة معنا ومع الأهالي في فتح وتمهيد الطرق الترابية بشكل مستمر، ونطمح بإذن الله لما هو أفضل للأهالي قريباً في ظل قيادتنا الرشيدة.

وكانت "سبق" قد نشرت خبرًا بتاريخ 17 من الشهر الجاري 2022 بعنوان "السيول تقطع طريق "مليحة" غرب عسير منذ ١٠ أيام.. ومطالبات بسرعة إعادة فتحه".

وجاء فيه "أغلقت السيول الجارفة التي خلفتها الأمطار الغزيرة طريق "عقبة الحمر القري" التي تربط بين قرى المليحة التسع غرب محايل، ما جعل أكثر من 5 آلاف من السكان يعيشون في معزل عن العالم الآخر والمصحات والجهات الخدمية.

وتسببت السيول أمس الأول في جرف مركبة من طراز تويوتا هايلكس بها شخصان نجيا بأعجوبة.

وقال السكان إن الطريق المعني والذي تشقه عدد من الأودية مغلق منذ عشرة أيام، والذي يبعد 15كم عن الطريق الجديد محايل الصوالحة، الذي يرتاده يوميًا ما يقارب 130 طالبًا وطالبة و25 معلمًا ومعلمة من قرية القري إلى مجمع مدارس المليحة، ما يضطر الأهالي للذهاب للمدارس والعودة منها من طريق آخر يبعد تقريبًا 60 كم عن الطريق الرئيس عبر كثبان رملية لا تقل خطرًا عن الأوية المغلقة، والتي من أشهرها "وادي سييلة، القري، النبع، الريع، الجوه".

وطالبوا الجهات المعنية بسرعة مباشرة تلك الأودية وإعادة فتح الطريق الذي يمر بها بما يضمن سلامة السكان ومرتاديه.

وسجل الأهالي أروع صور التكاتف عندما توافدوا على تلك الأودية لإزالة الصخور التي تعيق السير، إلا أنهم عجزوا أمام صلابتها، والذي يستدعي تدخل معدات ثقيلة للتعامل مع الموقف.

وكانت "سبق" قد نشرت منذ سنوات عدة تقارير تبين معاناة الأهالي الذين لا يزالون ينتظرون الفرج في القضاء على هذه الأشباح بعبارات لحماية الأرواح.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org