"ابني الحبيب، عندما كنت في سنك كنت أدرس في قرية صغيرة في أقصى جنوب السعودية، وكنت يتيم الأب؛ تُوفِّي والدي - يرحمه الله - وأنا في الصف الخامس الابتدائي. كانت أمي - يرحمها الله - مَدْرسة في التربية، تخرجت من مَدْرسة الحياة، ولم تتلقَّ من التعليم إلا ما تيسر من القرآن، لكنها أوتيت من الحكمة - يرحمها الله - الكثير. قدمت أوراقي لكلية الطب في الرياض، وكنت وقتها أحلم بالسفر إلى الرياض، وتقدمت بأوراقي للجامعة. سألت قسم التسجيل: ما أحسن الكليات؟ قالوا: الهندسة والطب. أنت ماذا تريد؟ قلت: سأضع خياري الأول الهندسة؛ لأني كنت أعشق التصميم، وأحلم بأن أكون مهندساً معمارياً. ووضعت الخيار الثاني الطب. وكانت المفاجأة أنه تم اختياري للطب".