بفضل الله أعاد مركزُ طب وجراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري بمجمع الدكتور سليمان الحبيب الطبي في العليا؛ القدرةَ على الحركة لامرأة ثمانينية مصابة بتضيقات حادّة في القناة الشوكية وضغط على النخاع، وهشاشة شديدة في العظام، فقدت على إثرها قدرتها على المشي والتحكم في البول والبراز بشكل مفاجئ.
وقال د.عبدالله النبهان استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري رئيس الفريق الطبي المعالج: إن المريضة راجعت المستشفى بعد الظهور المفاجئ للأعراض؛ إذ لم تكن تعاني من أي أمراض سوى هشاشة العظام، وكانت تمارس حياتها اليومية بصورة عادية، وفور وصولها خضعت لطيف واسع من الفحوصات الطبية الدقيقة، وقد أظهرت نتائج الرنين المغناطيسي M.R.I والتصوير المقطعي C.T. Scan؛ وجود تضيق حادّ في موضعين بالقناة الشوكية؛ الأول ممتدّ من الفقرة الثالثة إلى السابعة، مع ضغط شديد على النخاع الشوكي، مسببًا تغيرًا في شكل ولون النخاع الشوكي، وانعكس كل ذلك سلبًا على قدرتها على الحركة والتوازن. وبيّنت النتائج أيضًا تضيقًا حادًّا آخر بين الفقرتين الرابعة والخامسة، علمًا بأن المريضة كانت قد خضعت لعملية توسعة للقناة في مستشفى آخر.
وتابع د. النبهان: أن الحالة بتعقيداتها المتّصلة بعمر المريضة وإصابتها بهشاشة العظام، تطلّبت دراسة متأنّية من الفريق الطبي، الذي خلُص إلى خطّة علاجية متكاملة، ارتكزت على التدخل المجهري، وبعد تقييم الحالة وأهليتها للعملية من قبل استشاريي القلب والتخدير، خضعت لعملية توسيع للقناة الشوكية، مرورًا بالمنطقة الخلفية من العنق، وتثبيت الفقرات العنقية بالمسامير واسترجاعها إلى وضعها الطبيعي، وفي اليوم التالي قام الفريق الطبي باستكمال الخطة العلاجية، فأجرى عملية أخرى للفقرات القطنية وتثبيت الرابعة والخامسة بالبراغي ومادة أسمنتية مثبتة للتغلب على التحدي الذي مثلته إصابة المريضة بهشاشة العظام، وأسفر التدخل الطبي المزدوج الذي استمرّ لمدة "5" ساعات عن نجاح كبير، وانعكس رفع الضغط عن الأعصاب والنخاع الشوكي، بسرعة، على الحالة العامة للمريضة، التي قالت: إنها تشعر بتحسن ملحوظ في القوة الحركية، كما أكدت اختفاء الآلام الحادة والحرقان والحرارة في اليدين، ولاحقًا مع العلاج الطبيعي عادت السيدة إلى التحرك على رجليها من جديد مع بعض المساعدة، وغادرت المستشفى بعد أن قضت "5" أيام قيد الرعاية الطبية الحثيثة.
وأكد د. النبهان أن كافة المعطيات الطبية تشير إلى أن المريضة ستستعيد كامل قدرتها على الحركة بنهاية برنامج العلاج الطبيعي، مضيفًا أن الحالة تعدّ من الحالات المعقدة، خاصة بوجود مرض هشاشة العظام، واستدرك قائلًا: إن كفاءة الفريق الطبي والتجهيزات المتقدمة بالمركز، أسهما في نجاح العملية، التي أكدت أن التقدم في السن ومرض هشاشة العظام لم يعودا عائقًا أمام جراحات العمود الفقري.