تعليقاً على ما كشف عنه مشروع "نيوم" من تقنيات مذهلة؛ قال المستشار في تقنية الاتصالات والمعلومات الدكتور فايز أحمد الشهري، إن علم التفاعل البشري الحاسوبي يمكن اعتباره علماً جديداً من أهم العلوم، وهو يهتم بدراسة كيفية تفاعل الإنسان مع الحاسب، ويهدف إلى جعل الآلة قابلة للاستخدام.
وأوضح "الشهري" أن ذلك العلم يرتبط بعلوم كثيرة من أهمها العلوم المهتمة بالمعرفة الإنسانية وطريقة تفكير الإنسان ووظائف الدماغ البشري وغيرها. كما تهتم بالتنوع العرقي والثقافي والعمري للمستخدم، والتي تلعب دورًا مهمًا في جعل التقنية أو المنتج صديقاً للبشر أو للمستخدم.
وأضاف: "علم التفاعل البشري الحاسوبي وضع كثيراً من المعايير في جعل صناعة البرمجيات والتقنية قابلة للاستخدام البشري ومتوافقة مع احتياجاته، والذي عني بدراسة كيفية تفاعل الإنسان مع أجهزة الحاسب الآلي مهما اختلفت أشكالها ووظائفها، ومن ثم تطويرها لإنتاج بيئة تفاعل ناجحة وسهلة".
وعزا السبب في انتشار ذلك العلم وكثرة الباحثين فيه إلى تأخر ظهوره إلى ما بعد الثورة التقنية بعقود، حيث اقتصر بادئ الأمر استخدام التقنية على المختصين في تقنية المعلومات وعلى قليل من الهواة، ولكن مع اتساع نطاق المستخدمين
للتقنية وتطبيقاتها سواء المكتبية، البرمجية، الترفيهية والإنتاجية، أصبح التحدي الأكبر متمثلاً في صناعة برمجيات، منصات ألعاب وقنوات إلكترونية متناسبة مع احتياجات جميع المستخدمين بغض النظر عن اختلافاتهم ونشاطاتهم، فظهر
مشروع واسع من العلوم المعرفية أطلق عليه مسمى "الهندسة المعرفية"، والتي أدرج فيه علم النفس المعرفي، والذكاء الاصطناعي، وعلم الإنسان المعرفي، وفلسفة العقل، ولهذا ظهرت الحاجه لعلم التفاعل البشري الحاسوبي.
وعن التحديات قال: "هناك تحديات كثيرة، وخاصة مع ثورة البرمجيات والتصاميم للمواقع، لكن لابد من العمل جنبا إلى جنب بجانب المطورين والمصممين لتعريفهم بأهمية وجود خبراء في تجربة المستخدم user
experience experts، والباحثين في هذا المجال حتى يتم تحقيق الأهداف المرجوه من بناء تلك الخدمات الإلكترونية، سواء كانت تجارية أو معرفية أو خدمية.. الخ ما نحتاجه هو تعريف سوق العمل بأهمية هذا العلم، وأهمية وجوده في أي قطاع يهتم بتطوير التقنيات".
وأشار إلى أنه "في الحقيقة تصميم تجربة المستخدم UX ليست فقط مجرد جعل منتج قابلاً للاستخدام يتم من خلاله تحقيق الأهداف بسهولة, بل يتجاوز ذلك إلى جعل تلك التجربة مع المنتج أو الخدمة مبهجة، وذات تصميم يجلب السعادة والبهجة، وهذا ما تم تأكيده من خلال الخبير في تصميم واجهات التفاعل Stephen Andreson "في المرحلة من ثورة تصميم تجربة الاستخدام, رضا العميل يجب أن يصبح عرفاً والبهجة يجب أن تصبح الهدف".
وختم "الشهري" بقوله: "ما يميز ذلك العلم أنه يعد محوراً رئيساً في فهم علاقة الإنسان بالتقنية ومدى المرونة والفاعلية مع بعضها البعض، وما نأمله أن هذا المفهوم يؤخذ بعين الاعتبار في التطور الذي تشهده المملكة العربية السعودية وتحولها من حكومه تقليدية إلى حكومة ذكية وما نشاهده من إطلاق خدمات إلكترونية وذكية، والتي تزامنت مع وجود فجوة كبيرة بين المصممين والمطورين لتلك الخدمات وبين المستخدم الحقيقي، وهذا يرتبط بشكل مباشر مع ما يسمى بخبرة وتجربة العميل".
ولفت إلى أنه "مما يفسر ذلك هو ندرة وقلة المختصين في هذا التخصص، والذي بدوره نحقق التحول الجوهري في التطلعات الطموحة لرؤية ٢٠٣٠ إلى أن نكون نموذجاً عالمياً متميزاً في مختلف جوانب الحياة، وخاصة عندما أطلق ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله مشروع نيوم على أن تكون نموذجاً عالمياً رائداً في كل المجالات، حيث إن هذا المشروع يتميز تأسيسه بمفاهيم وتقنيات الذكاء الصناعي وإنترنت الأشياء واستخدامها للتقنيات الحديثة على أن يكون نمط الحياة مختلفاً وتكون جميع الإجراءات مؤتمتة".