تُعدُّ "مقابر الأسود" الأكثر شهرة في مملكة دادان وآثارها التاريخية، التي تعود حضارتها إلى أواخر القرن التاسع وأوائل القرن الثامن قبل الميلاد.
وترمز الأسود المنحوتة إما إلى المكانة العالية، أو إلى القوة، أو ربما تم نحتها لحماية أصحاب القبور، وربما كانت بعض المقابر تابعة لأفراد من مجتمع المعبنيين الذين عاشوا في دادان بعد القرن الخامس قبل الميلاد، بما في ذلك أحد "مقابر الأسود".
واطلعت "سبق" خلال جولة بمركز الزوار بمملكة دادان في العلا على "مقابر الأسود". كما توجد في دادان مئات المقابر، أبرزها المنقوش في الواجهة الصخرية جنوب الموقع. وربما يعكس هذا الموقع المكانة الاجتماعية لمن دُفنوا هناك.
يُذكر أن ازدهار دادان كان يعتمد إلى حد كبير على حرفة الزراعة والري والتجارة في السلع الأساسية، مثل اللبان والمر والبهارات. ولعب اللحيانيون المقيمون في دادان دورًا رئيسًا في حركة هذه البضائع عبر الجزيرة العربية.
وشارك مواطنو مملكة معين، الذين اتخذوا من معين الواقعة في جنوب الجزيرة العربية مقرًّا، في السيطرة على تجارة القوافل؛ إذ كان هناك مجتمع معيني في دادان. ويبدو أن الشعبَيْن عاشا في وئام وسلام؛ فهناك أمثلة على التزاوج فيما بينهما مسجلة في النقوش الدادانية.
وتعد مدينة دادان من بين الاكتشافات الأكثر أهمية في العلا، وهي عاصمة مملكتَي دادان ولحيان. وتعود المدينة التي بُنيت بدقة من الحجر، وتتربع على واحة الوادي، إلى أواخر القرن التاسع وأوائل القرن الثامن قبل الميلاد (مملكة دادان)، والقرن الخامس - الثاني قبل الميلاد (مملكة لحيان).