يُقال في المثل (ليالي العيد تبان من عصاريها) نظراً للغيبوبة الجماعية التي تسيطر على كثير من الناس، ولاسيما في مجتمعنا السعودي. بعد 30 يوماً من السهر المتواصل خلال شهر رمضان المبارك!! من الطبيعي أن تعتريه (أي مجتمعنا) غيبوبة جماعية، تبدأ من بعد ظهر يوم العيد، وقد تمتد حتى بعد العشاء، أو إلى ما بعد منتصف الليل، لمن يتصفون بالنوم الثقيل. وقد تمتد تلك الغيبوبة حتى اليوم الثالث من العيد، وقد تمتد أكثر إلى قرب بدء الدوام بالنسبة للموظفين الحكوميين، وقد تمتد لأطول من ذلك بكثير لمنسوبي التعليم! وما يكدر الخاطر، وما يبعث على الأسى والحزن، أن بعض الناس يعيش في غيبوبة طوال عمره، وليس في أيام العيد فقط، وتلك هي الغيبوبة الحقيقية لهذه الفئة، ممن لا يصلون أرحامهم وزيارة أقاربهم حتى في أيام العيد..! التي تعد فرصة كبيرة لهم في كسب ثواب زيارة أقاربهم. ولو يعلمون ما في صلة أرحامهم من الأجر لما عاشوا في تلك الغيبوبة الطويلة، التي بسببها حُرموا من زيارة أقاربهم، مع أن العيد "فرحة وأجمل فرحة"، وفرصة في (لمة) الأهل والأقارب واجتماعهم في أيام معدودة. ومن لم يصل رحمه وأقاربه في أيام العيد فلن يستطع أن يزورهم في بقية أيام السنة لانشغاله وانشغالهم؛ ولذلك فهو بطبيعة الحال فرّط – وما زال يفرط - في كسب الأجر الكثير.