
نفى عالم متخصص في المسرطنات أن تكون هناك إثباتات أو براهين علمية تؤكد فائدة كبسولات بول الإبل في علاج السرطان، لافتاً إلى أنه لم يثبت أن ذلك علاج ناجح بالبراهين والنشر العلمي، ولا يوجد مرضى متشافون بالإثبات العلمي المتبع، على الرغم من أن بول الإبل يعد أحد العلاجات الناجحة لبعض حالات الاستسقاء.
وحول ما جرى تداوله مؤخراً عن وجود جزيئات من الذهب والفضة وغيرها في بول الإبل تقضي على الخلايا السرطانية في جسم الإنسان، مما يدفع المهتمين إلى تجفيف بول الإبل وتحويله إلى أقراص دوائية، قال عالم الأبحاث في تخصص المسرطنات، الدكتور فهد الخضيري لـ"سبق" إن هذا غير صحيح على إطلاقه، والبحث بهذه الطريقة غير مكتمل وغير منهجي وغير علمي، والنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- نصح العرنيين بالتداوي من الاستسقاء بالبطن، وهو ما يسمى (الحبن)؛ لأنه تجمّع سوائل لأسباب فسيولوجية، إما لضعف نشاط القلب أو نشاط الكبد، لافتاً إلى أنه من المعروف أن بول الإبل غني بالبوتاسيوم والمغنيسيوم وهو أحد العلاجات الناجحة لكثير من حالات الاستسقاء، ولم يثبت أنه للأورام السرطانية.
وتابع "الخضيري": توجد أبحاث قليلة عن فوائد بعض مكونات حليب الإبل والبول، ولكنها تسير بمنهج علمي لفصل المكونات الفعالة وليس البول بكامله، وقد تسفر عن نتائج جيدة إذا استمرت بالطرق الصحيحة، أما صناعة كبسولات بول الإبل لعلاج السرطان فلم يثبت أن ذلك علاج ناجح بالبراهين والنشر العلمي، ولا يوجد مرضى متشافون بالإثبات العلمي المتبع.
وأضاف: لذا أقول إن هذا عبث علمي وإقحام للطب النبوي في غير مكانه، إما لوجود نوايا طيبة وبريئة أو لوجود أفكار تجارية تستغل مسمى الطب النبوي رغم عدم ثبوت ذلك، ولم أجد بحثاً علمياً حقيقياً مكتملاً ومنشوراً على الخلايا أو حيوانات التجارب ناهيك عن التطبيق على البشر.
وأردف "الخضيري": أعمل بالأبحاث الطبية لعلاج السرطان، ولو كان هذا الكلام صحيحاً لتم فصل المادة الفعالة والحيوية وتركيزها وتصنيعها كمادة مفردة (عنصر) وليس تجفيف البول بكامله كبودرة، ثم صناعته ككبسولات أو البول كامل ككبسولات.
واختتم: لا أعتقد أن الطريقة علمية ولا طبية، بل إنها إن صح الاكتشاف تعتبر بدايةً ومفتاحاً للكشف، ولمزيد من الأبحاث لفصل المكونات الفعالة عبر الفصل الكيميائي الكروماتوجرافي عبر HPLC أو Gas chromatography GS-MS ثم تعريف المادة الفعالة التي يزعمون أنها تقتل الخلايا السرطانية ويعتقدون وجودها، ومن ثم فصلها وتجربتها على الخلايا، ثم حيوانات التجارب، وليس بتجفيف البول ووضعه في كبسولة.