نجح فريق طبي جراحي مكوّن من سبعة تخصصات مختلفة في مدينة الملك فهد الطبية، في استئصال ورم معقد يزن ثلاثة كيلو جرامات في منطقة اتصال العمود الفقري والحوض، في عملية استغرقت 38 ساعة عبر مرحلتيْن لمريض في العقد الخامس من عمره.
وبدأت معاناة المريض عندما راجع أحد المستشفيات بسبب شعوره بآلام مبرحة في الحوض وإمساك مزمن، أظهرت نتائجها وجود ورم في منطقة تعد الأكثر صعوبة وقد لا يجدي معه العلاج الإشعاعي كبداية للعلاج، فتمت دراسة حالية بعد التحويل للمدينة الطبية التي كشفت عن تورم في منطقة العجز مع الحوض يسمّى "كوردوما" وهو نوع من أنواع أورام الحوض المعقدة.
واجتمع مجلس الأورام بمدينة الملك فهد الطبية المكوّن من عدة تخصصات جراحية، إضافة إلى التخدير وتخطيط الأعصاب وفريق الملاحة الجراحية والأشعة والأورام والمختبرات، لمناقشة حالة الورم للمريض وتقرر استئصاله جراحياً ومعالجته بالعلاج الإشعاعي بعد التأكّد أن التدخل الجراحي سيكون بطريقة آمنة مع قلة المضاعفات.
وذكر استشاري عظام وأورام العظام الدكتور حسن صوان؛ أن العملية قُسمت إلى قسميْن في يوميْن، حيث عمد الفريق لفصل الأعضاء الحيوية والأوعية الدموية الرئيسة عن الورم، وتخطيط لنقل زراعة العضلات الأمامية والجلد إلى الخلف لإعادة إغلاق منطقة الظهر.
وأوضح أن العملية خلال اليوم الثاني كانت باستخدام الملاحة لمعرفة المكان الصحيح لقص العظم واستخراج تمدُّد الورم من الحوض والأعصاب والعضلات المحيطة التي تشكل جزءاً معقداً أنهاه الفريق باستئصال كامل الورم، يأتي بعد ذلك تثبيت الحوض بعد زراعة جزءٍ من عظامه بالعمود الفقري.
من جانبه، أشار استشاري جراحة التجميل والترميم الدكتور غازي الثبيتي؛ إلى نقل وزراعة العضلات والجلد بالتروية تدريجياً من جدار البطن إلى جدار الظهر السفلي الذي يشكل موقع استئصال الورم من الظهر حيث تعمل هذه الجراحة الترميمية على إغلاق الشق الجراحي وتغطيته بالاستعاضة من عضلات البطن.
واستمر المريض بعد العملية في العناية المركزة وبعدها في جناح التنويم أسابيع عدة استطاع من خلالها تحريك رجليه مباشرة رغم صعوبة ذلك بسبب استئصال جزءٍ من الأعصاب التي اجتهد الأطباء في تحريرها من الورم.
يأتي نجاح هذه العملية عبر توحيد عمل جماعي متكامل من أطباء عدة مختلفي التخصصات لهدف واحد اجتمعت عليه جهود مكثفة، وهو إنقاذ المريض من هذا الورم المعقد والتي أثمرت في إتمامها في وقت قياسي رغم صعوبتها وتمدُّد الورم.