الملاحة الجوية وعنان السماء..!

الملاحة الجوية وعنان السماء..!
تم النشر في

أشعر بفخر كبير وأنا أكتب مقالتي على مسافة أيام من نهاية سنة استثنائية (2020)، وأقول باعتزاز صادق إني اعتبر نفسي محظوظًا بعد أن قطعت مشوار ربع قرن في منظومة الملاحة الجوية السعودية، معايشًا للكثير من تحولاتها الهامة في مسيرتها نحو الأعلى.

التغيير سنة الحياة، وقد تغيرت الكثير من الوجوه والأماكن، وتطور الأداء وتضاعف العطاء، لكن ثوابت الملاحة الجوية ظلت كما هي: التزام صارم بالمعايير، وشعور كبير بالمسؤولية، مع انفتاح كبير على آفاق التطور الإداري والفني بصورة تواكب العصر.. سرعته وتقنياته.

ظلت الملاحة الجوية تصون أجهزتها الملاحية الموزعة على أرض الوطن بأمانة، وتدير سماءه بأمان، ولك أن ترتدي (نظارة الخيال) لترى (حقيقة الواقع)، وتشاهد المنظر الذي يطل عليه المراقب الجوي في مطار الملك عبدالعزيز بجدة وهو يرى أمواج البحر تمتد أمامه بلا نهاية وكأنها تحاكي قوافل الحجاج المتتالية التي يخدمها بفكره ونظره وكلماته.. ومن هناك تتجه إلى ما يتأمله المراقب الجوي في مطار أبها؛ حيث يراقص الغيم قمم الجبال وكأنه يحكي قصة عشق لا تنقطع وبهاء وطن لا حدود لجماله.

أستطيع أيضًا أن أروي لك الكثير عن سريالية المنظر الذي يشاهده المراقب الجوي في مطار الملك خالد بالرياض وهو يتأمل مساءات العاصمة كأنها ألماسة عملاقة صقلتها يد فنان عظيم.

في الدمام والقصيم وتبوك ونجران وجازان وغيرها من مدن بلادي (نماذج مادية) لعشرات المواقع التي تمتزج بأرض الوطن الغالي، أما النماذج (غير المادية) التي تزدحم بها سماء الوطن طوال ساعات الليل والنهار فهي أصوات أبنائه التي لا تخفت وأرواحهم التي لا تبهت.

في الأفق القريب للمستقبل المشرق، أستطيع أن أتخيل ما يراه المراقب الجوي في مطار خليج نيوم أو مدينة البحر الأحمر أو القدية، وكذلك نوعية الحركة التي يديرها؛ من الدرون إلى التاكسي الطائر إلى حركة الهليكوبترات المتنقلة بين الجزر وقمم الجبال، وبيئة العمل الرقمية وغيرها من شبكة التقنيات المعقدة في مجال الملاحة والفضاء.

حينما أنظر للمسافة التي قطعتها في مشواري كمراقب جوي وأرى بوادر المستقبل الذي صاغته رؤية محمد بن سلمان؛ أتأكد أني محظوظ بمعايشة قفزات وطن يتجه للمستقبل بعزيمة وحكمة.. تزهر (أرضه) بالعمل وطموحه عنان (السماء).

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org