يُعقد مؤتمر التعدين الدولي في نسخته الثانية في المدة من 17 إلى 19 / 6 / 1444هـ، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بمركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات في مدينة الرياض، بمشاركة أكثر من 200 متحدث من مختلف دول العالم.
ويناقش المؤتمر عدداً من الموضوعات في قطاع التعدين، وتشمل التطورات الاقتصادية والبيئية العالمية التي تؤثر في صناعة المعادن في المنطقة، والممارسات البيئية والاجتماعية من حيث المنافسة وتكافؤ الفرص، ودور المملكة وريادتها على مستوى العالم في إمدادات الطاقة المتجددة، والشكل الذي ستكون عليه شركة تعدين المستقبل، والتطابق بين العرض والطلب ودور المنطقة في سد الفجوة.
وفي مؤتمر صحفي عُقد اليوم بمركز المؤتمرات بوكالة الأنباء السعودية في مدينة الرياض، للإعلان عن تفاصيل برنامج النسخة الثانية من مؤتمر التعدين الدولي، أوضح نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين المهندس خالد المديفر، أن المؤتمر يعد منصة دولية شاملة، تُتيح الفرصة للمستثمرين وشركات التعدين والأطراف المعنية بقطاع التعدين على مستوى العالم للالتقاء والاطلاع على كل ما يهمهم حول إمكانات وفرص قطاع التعدين في منطقة التعدين الناشئة، والحديث حول كيفية بناء صناعة تعدينٍ مستدامة، والاطلاع على الإمكانات الجيولوجية الهائلة للمناطق المُستهدفة.
وأشار "المديفر"، إلى أن المملكة تعمل على قيادة الإسهام في تطوير المنطقة التعدينية المتميزة التي تمتد من إفريقيا إلى وسط آسيا وغربها.
وقال: الإقبال الكبير للتسجيل لحضور المؤتمر من المختصين والمهتمين بشؤون التعدين، بعد النجاح الذي تحقق في النسخة الأولى العام الماضي، يعكس الدور الكبير الذي تقوم به المملكة لتطوير قطاع التعدين في المنطقة، وإطلاق الحوار البناء بين ذوي العلاقة بالقطاع، وتحقيق التعاون المثمر بين الدول في هذا المجال.
وأضاف: هناك إجماع عالمي يتوقع ارتفاعاً متزايداً في الطلب على المعادن بشكل عام والمعادن الإستراتيجية بشكل خاص، وذلك بسبب النمو في الهجرة إلى المراكز الحضرية، وزيادة عدد السكان، والنمو الاقتصادي العالمي، والأهم من ذلك الزيادة الكبيرة في الطلب من جرّاء التحوّل إلى الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية، وتوجّه الدول لتحقيق صافي الانبعاثات الصفري، مما سيولّد طلباً قياسياً على المعادن الإستراتيجية لنشر طاقة الرياح، والطاقة الشمسية، وإنتاج السيارات الكهربائية، وبناء مشاريع توليد الطاقة المتجددة وتخزينها.
ولفت إلى أنه بناءً على التوقعات العالمية المستقبلية في الطلب على المعادن، فقد ركّزت إستراتيجية التعدين في المملكة ومبادراتها على المعادن المطلوبة لعملية انتقال الطاقة وتطوير السيارات الكهربائية، وعلى الاستفادة من المعرفة والخبرة العالمية في التعدين وصناعة المعادن المتطورة، حيث تسعى المملكة وتستعد لتلبية الطلب المستقبلي العالمي على المعادن.
وأكّد "المديفر"، أن المملكة تمثل مصدراً رئيساً لتزايد الطلب المستقبلي على المعادن وسلاسل القيمة لها، نظراً لدخولها في مجال الصناعات الواعدة، مثل الصناعات العسكرية الحديثة، وصناعات الأجهزة الإلكترونية، وصناعة السيارات الكهربائية، وكذلك بناء المدن الذكية والمستدامة مثل نيوم، والبحر الأحمر، وغيرها من المشاريع الكبرى.
وأردف: على المستوى الإقليمي، خاصة في المنطقة الممتدة من إفريقيا إلى غرب آسيا ووسطها، تحتل المملكة مركز الوسط جغرافياً في هذه المنطقة، ما يمنحها ميزة تشارك تجاربها وخبراتها التعدينية مع كل دول هذه المنطقة، التي تنظر بإكبار إلى نهضة المملكة الاقتصادية والصناعية والتعدينية في عهد الرؤية، وتثمّن إدارتها لنقاشات مسؤولة في الاجتماع الوزاري، وفي مؤتمر التعدين الدولي، تؤدي إلى تحقيق أهداف هذه الدول للاستغلال الأمثل لثرواتها المعدنية.
ومن المقرر أن يسبق انطلاق المؤتمر عقد الاجتماع الوزاري السنوي الثاني في العاشر من يناير الجاري، بمشاركة 60 دولة ممثلة بـ 40 وزيراً و18 مسؤولاً رفيع المستوى، إضافة إلى حضور 10 منظمات إقليمية ودولية، لمناقشة مجموعة من الموضوعات الملحة، من بينها تنمية المنطقة وزيادة إسهاماتها في سلاسل القيمة والإمداد للمعادن الحرجة، وتعزيز التعدين المسؤول والمستدام وزيادة القيمة لثروة المنطقة المعدنية من خلال رفع مستوى الشفافية، وتطوير المنطقة لتصبح مركزاً متكاملاً لإنتاج المعادن الخضراء، إضافة إلى مناقشة تنمية التعاون الدولي لإنشاء مراكز تميز في المنطقة لزيادة إسهاماتها في إمداد معادن المستقبل.
وتشمل قائمة الدول المشاركة في الاجتماع الوزاري، إضافة إلى المملكة العربية السعودية بوصفها الدولة المنظمة، كلاً من: إثيوبيا، وأذربيجان، والأرجنتين، والأردن، وأستراليا، وألمانيا، والإمارات، وأنجولا، وإندونيسيا، وأوزبكستان، وباكستان، والبحرين، وبلغاريا، وبنغلاديش، وبوروندي، وتايلند، وتركمانستان، وتشاد، وتنزانيا، وتونس، والجابون، والجزائر، وجنوب إفريقيا، وجنوب السودان، وجيبوتي، ورواندا، وزامبيا، وزيمبابوي، وسريلانكا، والسنغال، والسودان، وسيراليون، والصين، وطاجيكستان، والعراق، وعُمان، وغانا، وغينيا، وفرنسا، فنلندا، وفيتنام، وقرغيزستان، وقطر، وكازاخستان، والكاميرون، وكوريا الجنوبية، والكونغو الديمقراطية، والكويت، وكينيا، ومالي، ومصر، والمغرب، والمملكة المتحدة، منغوليا، وموريتانيا، النمسا، والنيجر، ونيجيريا، والهند، واليابان.
ويشهد المؤتمر، هذا العام، تخصيص منطقة لعرض أحدث تقنيات التعدين الحالية والمستقبلية، إضافة إلى منطقة معارض خارجية ومنطقة مخصصة لعرض الفرص الاستثمارية في مناطق إفريقيا وغرب آسيا ووسطها، بوصفها مناطق تعدينية واعدة قادرة على الإسهام في سد فجوات الطلب المستقبلي على المعادن، فضلاً عن منطقة توقيع اتفاقيات الشراكة ومذكرات التعاون، هذا إضافة إلى الجناح السعودي، الذي يأتي تحت مظلة "استثمر في السعودية"، ويضم عديداً من الهيئات والجهات الحكومية لتقديم المعلومات حول أبرز مستجدات الفرص الاستثمارية في المملكة.
ومن بين المتحدثين المشاركين في النسخة الثانية للمؤتمر، عددٌ من رواد صناعة الطاقة والمعادن والمسؤولين والخبراء في هذا المجال، مثل: الرئيس التنفيذي لشركة BHP، ورئيس شركة التعدين البريطانية الأسترالية العملاقة ريو تينتو، ورئيس شركة فالي البرازيلية.