يركز كثير من المثقفين والمهتمين بحقوق الإنسان على قضية نشر ثقافة حقوق الإنسان في المجتمع.. متناسين أو متجاهلين أن هذا المجتمع تربَّى على حقوق الإنسان، وعايشها منذ ولادته؛ فهو يعرفها ويعلمها تمامًا، بل يعيشها واقعًا ملموسًا، ويقدمها للعالم أجمع كحقيقة ثابتة، لا شعارات زائفة..
فالإسلام كفل حقوق الإنسان له قبل أن يخلق..
1- فاختيار الأم للإنسان قبل أن يخلق أكبر دليل على حفظ حقوقه؛ فقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قوله: "تُنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، وجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين، تربت يداك".
2- تسمية المولود.. قال صلى الله عليه وسلم:
"كل غلام مرتهن بعقيقته، تذبح عنه يوم السابع،
ويحلق رأسه ويسمى".. وكذلك اختيار اسمه؛ فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "إن أحب الأسماء إلى الله: عبدالله، وعبدالرحمن".
3- حقوق الرضاعة والحضانة.. كفل الإسلام للطفل حق الرضاعة؛ فهي وسيلة الغذاء وطريق العيش، والحياة في هذه الفترة.. فقد قال تعالى: { وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ۖ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ..}.
4- الاهتمام به في شبابه.. وتوجيهه للحياة الأفضل.. فقد جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج".
5- البر بالوالدين.. فقد أمرنا ربنا -عز وجل- بذلك فقال: { وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا}.
6- العناية بالمسنين.. ورعايتهم.. بلغت عناية ديننا الحنيف بالمسنين والحرص على رعايتهم مبلغًا لم تبلغه أي حضارة؛ فقد وضح ذلك نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا".
وكذلك أكد حقوق الوالدين، وخصوصا في كبرهما بقوله: "رغم أنفه، ثم رغم أنفه، ثم رغم أنفه. قيل: من يا رسول الله؟ قال: من أدرك والديه عند الكِبَر، أحدهما، أو كليهما، ثم لم يدخل الجنة".
7- الاهتمام به بعد مفارقته الحياة.. فقد جعل الإسلام للميت حرمة كحرمته حيًّا؛ قال صلى الله عليه وسلم: "كسر عظم الميت ككسره حيًّا"، بل ذهب الإسلام إلى أبعد من ذلك من المحافظة على حقوق الإنسان حيًّا وميتًا؛ فقد رُوي عن عمرو بن حزم قوله: "رآني النبي - صلى الله عليه وسلم - متكئًا على قبر، فقال: لا تؤذِ صاحب هذا القبر - أو لا تؤذه-".
إذن.. ديننا الذي كفل حقوق الإنسان..
وكل ما علينا.. إيصال هذا المفهوم للعالم، والتركيز على ذلك بعيدًا عن مناشدة مجتمع نبعت منه حقوق الإنسان ضرورة المحافظة عليها.