تعزيز الأمن الرقمي في المملكة العربية السعودية لمواجهة التهديدات السيبرانية المتلاحقة

الدكتور معتز بن علي
الدكتور معتز بن علي
تم النشر في

أصبحت تكنولوجيا المعلومات اليوم عصب الحياة، خاصة في ظل القفزات الكبيرة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا فيما يخص عمليات التحول الرقمي مؤخرًا. وفي خضم هذا التطور، بات تعزيز الأمن السيبراني ضرورةً ملحةً لكافة المؤسسات والأفراد، حيث أصبح الركيزة الأساسية والشريان الرئيسي لعملية التحول الرقمي، وذلك لضمان الحماية من التهديدات السيبرانية المتنوعة.

وبشأن هذا الموضوع صرح الدكتور معتز بن علي، نائب أول للرئيس والمدير الإداري لشركة تريند مايكرو بمنطقة البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط ودول آسيا الوسطى وروسيا وأفريقيا قائلًا: "بلغ التحول الرقمي ذروة تقدمه بكلا القطاعين العام والخاص، ونشاهد ظهور تقنياتٍ جديدةٍ كل يوم ساهمت بشكل كبير في دفع عجلة الابتكار والازدهار، مثل الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية منذ العام الماضي. هذا بالإضافة إلى بزوغ تقنياتٍ أخرى في السنوات الماضية مثل الـ"بلوك تشين" والواقع الافتراضي فضلًا عن إنترنت الأشياء، ولكنه في الوقت ذاته، فتح هذا الأمر الباب على مصراعيه للعديد من التهديدات السيبرانية، مثل فيروسات الفدية والبرمجيات الخبيثة والروابط الضارة. لذلك يمثل غياب الوعي المتعلق بالأمن السيبراني مشكلةً حقيقيةً يجب الالتفات إليها، فالأمن السيبراني مسؤولية الجميع، ونحن نحتاج إلى هذا الوعي بذات القدر الذي نحتاج فيه إلى أنظمة الحماية السيبرانية.

وفيما يتعلق بالخسائر الناجمة عن الهجمات السيبرانية، أشار بن علي إلى خطورة تلك الهجمات على مختلف المؤسسات والأفراد قائلًا: " تتكبد المؤسسات والجهات الحكومية خسائر فادحةً جراء مثل تلك الهجمات السيبرانية، حيث تؤدي تلك الهجمات إلى خسارة الأموال، وتشويه السمعة، واختراق البيانات الهامة، بالإضافة إلى خسارة العملاء، مما يسفر عن أضرارٍ ضخمةٍ تعرقل آفاق نمو المؤسسات." وأضاف: "أما على صعيد المستهلكين والأشخاص، فإن المخاطر التي يتعرضون لها لا تقل أهميةً عن التهديدات التي تتعرض لها الشركات بأي حالٍ من الأحوال، فعلى عكس ما يعتقد الكثيرون، يتعرض الأفراد إلى خسائر شخصيةٍ جسيمةٍ تتمثل في مخاطر سرقة الحسابات البنكية التي تؤدي إلى خسائر مالية، بالإضافة إلى انتهاك الخصوصية والإضرار بالسمعة، فضلًا عن الابتزاز الإلكتروني. كما تستخدم الجهات الإرهابية العالمية تقنياتٍ مختلفةٍ لتستغل الثغرات الأمنية التي قد تساعدهم في الوصول إلى فئة الأطفال والشباب بهدف استقطابهم في مجالاتٍ إرهابية." وأوضح بن على في سياق متصل أن شركة تريند مايكرو تبذل قصارى جهدها للتصدي لتلك التهديدات من خلال توفير أنظمة حماية مخصصة للأفراد والعائلات، بالإضافة إلى الحلول المصممة خصيصًا للمؤسسات والجهات الحكومية.

وعلى الصعيد المحلي أعرب بن علي عن سعادته بالتقدم الهائل الذي أحرزته المملكة العربية السعودية في مجال الأمن السيبراني قائلًا:" لقد حققت المملكة إنجازًا لافتًا في مجال الأمن السيبراني، حيث حصلت على المركز الثاني عالميًا من بين 193 دولة، كما تبوأت المرتبة الأولى في الوطن العربي والشرق الأوسط وقارة آسيا، وفقًا للمؤشر العالمي للأمن السيبراني، وذلك بفضل الجهود المبذولة من قبل كافة الجهات الحكومية المختلفة التي تشمل الهيئة الوطنية للأمن السيبراني ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، بالإضافة إلى الهيئة الحكومية الرقمية وغيرها من الجهات الأخرى التي لا تدخر جهدًا لتأمين كافة المؤسسات بالمملكة. وأضاف: "يعتبر المنتدى الدولي للأمن السيبراني خير دليلٍ على تلك الجهود المبذولة في مجال تعزيز الأمن السيبراني بالمملكة، ونقدر للهيئة الوطنية للأمن السيبراني مساعيها الحثيثة كل عامٍ بإتاحة الفرصة لطرح كل ما هو جديد في المنتدى الذي يجمع نخبةً من صناع القرار والخبراء والباحثين والشركات العالمية المتخصصة في مجال الأمن السيبراني من مختلف دول العالم، وذلك بهدف تبادل الخبرات والمعرفة، بالإضافة إلى الحلول المبتكرة لمواجهة التحديات والاستفادة من الفرص الواعدة في هذا المجال.

وعن خبرات تريند مايكرو ودورها الرائد في مجال الأمن السيبراني قال بن علي: "تتبوأ تريند مايكرو مكانةً رائدةً وذلك لما تمتلكه من خبرات تمتد لأكثر من ثلاثين عامًا، فضلًا عن موظفيها الأكفاء والذين يتجاوز عددهم اليوم 7000 شخصًا في أكثر من 120 دولة حول العالم. وأما على صعيد المملكة العربية السعودية، فنحن نتبنى استراتيجية متميزة تعتمد على توطين النظم العالمية لتتماشى مع متطلبات السوق السعودية، ونصمم حلول وخدمات مخصصة تتناسب مع اللوائح والقوانين المحلية في المملكة العربية السعودية بشكل خاص والمنطقة بشكل عام. كما تتميز الشركة أيضًا بامتلاكها منصةً متكاملةً في مجال الأمن السيبراني، فلا تنحصر منتجاتنا في مجالٍ واحدٍ كالشبكات أو الحلول السحابية للأمن السيبراني، وإنما نقدم خدماتنا في كافة مجالات الأمن السيبراني سواءً كانت الشبكات أو الحلول السحابية أو مراكز عمليات الأمن السيبراني، ومراكز البيانات المختلفة، وكل ذلك من خلال لوحة إدارة مشتركة مدعومة بنظام الذكاء الاصطناعي، بمساعدة محللينا المختلفين والمختصين في الأمن الرقمي. "

وأضاف: "يسعدنا أن نكون أول شركة متخصصة في مجال الأمن السيبراني تفتتح مقرها الرئيسي الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في المملكة العربية السعودية، حيث تعكس هذه الخطوة الاستثنائية مدى التزامنا الراسخ بتأمين التوجهات الرقمية للدولة ودعم مستهدفات الرؤية السعودية 2030 وتعزيز مكانة البلاد لتصبح في مصاف الدولة المتقدمة، تماشيًا مع رسالتنا المتمثلة في جعل العالم مكاناً أكثر أمنًا لتبادل المعلومات."

وفي الختام أشار بن علي إلى التوقعات المستقبلية قائلًا: "إن التغير أصبح هو الثابت الوحيد في قاموس الأمن السيبراني، فمن المتوقع أن نشهد مزيدًا من التغيرات في مشهد الأمن الرقمي لمواكبة التطورات التقنية التي تحمل في طياتها ثغراتٍ أمنية. وتوقعت دراسة حديثة أجرتها شركة الدراسات والأبحاث «غارتنر»، نمو معدل الإنفاق على المنتجات والخدمات المتعلقة بأمن المعلومات وإدارة المخاطر بنسبة 11.3%، لتبلغ أكثر من 188.3 مليار دولار بنهاية عام 2023. ونظراً لقيام المزيد من الشركات بالاستثمار في الحلول وذلك لحماية أصولها الرقمية، فإن مشهد الأمن السيبراني في الشرق الأوسط سيظل يشهد تطورًا وتغيرًا مستمرًا."

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org