تزامناً مع الزيارة المرتقبة لولي العهد، اليوم، إلى الامارات، قال الإعلامي أحمد السلمان؛ المهتم بالشؤون السياسية: لقد ضربت علاقات الأخوة السعودية الإماراتية بما وصلت إليه اليوم من انسجامٍ وتمازجٍ أخوي يشترك فيه الدم والمصير المشترك، أعظم الأمثلة لأيّ حلف أو علاقة تجمع بين بلدين وقوتين إقليميتين مهمتين في منطقة تشهد الكثير من الأحداث.
وأضاف "السلمان": هذا العلاقة الفريدة بين المملكة والإمارات راسخة وضاربة في جذور التاريخ واستثمرت القيادتين للوصول بها إلى ما نشهده اليوم كل ما يميزهما من إمكانات وموارد في تحويل هذه الأخوة التاريخية إلى علاقة إستراتيجية مهمة على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والأمنية والعسكرية والاجتماعية بما أثمر ميزاناً مهما للقوى بالمنطقة وتحقيق للسلام والاستقرار فيها".
وأشار: "وأيضاً قوتان اقتصاديتان لهما تأثير كبير ودافع مهم معزز للاقتصاد الاقليمي والعربي والدولي، ونتيجة للرؤى المنسجمة بينهما اتحد البلدان ليشكلا حلفاً مهما في الكثير من الملفات المهمة ولاسيما في ظل التهديد الإيراني المتزايد والعابث بالمنطقة، وكذلك ما يشهده اليمن، ودول أخرى كسوريا والعراق ولبنان وليبيا، والسودان".
وأكّد: "أن المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ترتبطان بعلاقات تاريخية أزلية قدم منطقة الخليج ذاتها أرسى دعائمها المغفور لهما -بإذن الله- الملك فيصل بن عبدالعزيز، والشيخ زايد بن سلطان، وعزز ما وصلت إليه الآن حكمة وعزم وحزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وأخيه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان -يحفظهما الله-، توج ذلك حرص ومتابعة إستراتيجية دائمة من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وسمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي".
وأوضح: "شهدت في ظل ذلك العلاقات انسجاماً وتطابقاً في الرؤى على المستويات كافة فقد بلغت هذه العلاقة قمتها في القوة والمتانة في ضوء التطورات الأخيرة التي شهدتها ولا تزال المنطقة سواء الخليجية أو الإقليمية والعربية، وعملت الدولتان على التصدّي لهذه التحديات وبذل الجهود حتى امتزج الدم السعودي بالدم الإماراتي على أرض اليمن لإعادة الشرعية، ولا تزال القيادتان في تنسيق دائم وعميق في شتى الملفات التي تشهدها الساحة الدولية سياسياً واقتصادياً".
وأبان: "لقد شهد البلدان الفترة الأخيرة على مستوى علاقاتهما تطوراً استراتيجياً فريداً بتأسيس مجلس التنسيق السعودي الإماراتي 2016 وإعداد استراتيجيات التعاون والتنسيق المشترك كنموذج استثنائي فريد عمل على ابتكاره البلدان لإيجاد أقوى السبل نحو تحقيق التقدم للبلدين باستثمار إمكاناتهما على المستوى السياسي والعسكري والأمني والاقتصادي والثقافي والحضاري، بالتركيز على ثلاثة محاور: الاقتصادي والمعرفي والبشري".
وقال: "أيضاً المحور السياسي والأمني والعسكري، وقد مثل هذا المجلس نوعاً جديداً في الشراكة والحلف بين أي بلدين متجاورين وأثمر عن توقيع أكثر 20 مذكرة تفاهم، ومئات المشاريع التي تجمع البلدين والتي بدأ تنفيذها على أرض الواقع، كما تنسجم المملكة والإمارات ضمن رؤيتَي البلدين حيث تعيش المملكة مراحل تنفيذ رؤيتها 2030 وكذلك برنامج التحول الوطني 2020 في حين تعكف الإمارات على تنفيذ رؤيتها التنموية 2021".
وأشار: "لهذا تكتسب الزيارات المتبادلة بين البلدين أهمية كبيرة نظراً لما تثمر عنه من مخرجات تنموية وتطويرية مهمة لشعبي البلدين، حيث سيكون سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في أبوظبي، في زيارة رسمية، وبالتأكيد ستكون هذا الزيارة ضمن المنعطفات المهمة والتاريخية لمسار هذه العلاقة الإستراتيجية لما يجمع البلدين ولما يمثله سمو ولي العهد الأمير محمد -يحفظه الله- من شخصية فريدة تؤمن بأهمية العمل البناء والمثمر بشكل سريع وعاجل حيث يتخذ من زياراته محطات للعمل والإنجاز".
واستدرك: "إن هذه العلاقة الفريدة مكّنت البلدين من تجاوز والتصدي لكل التحديات والأحداث التي شهدتها المنطقة وعملت هذه العلاقة على حماية البلدين وشعبيهما واقتصادهما، ومازالت التحديات قائمة والتي تمثل أهمية كبيرة في مستوى التنسيق المستمر بين البلدين لاسيما في مواجهة العبث الإيراني في المنطقة الذي لم يعد يكتفي بالمواجهة غير المباشرة عبر وكلائه في اليمن المتمثل في الحوثي وغيره من وكلاء إيران".
مضيفاً: "تبرز ضمن التحديات التي تواصل القيادتان التنسيق حيالها هو الموقف المشترك ضمن الدول الأربع في مقاطعة النظام القطري الذي استمر خلال السنوات الماضية في تنفيذ مخططاته الهادفة لتقويض الاستقرار والأمن الداخليين لشعوب المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات ومملكة البحرين وجمهورية مصر، وثبوت ضلوعه خلف دعم الإرهاب وجماعاته وفي مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين".
وختم: "وسيبقى هذا الحلف الإستراتيجي الأخوي القوي بين البلدين سداً منيعاً لمختلف التحديات التي تواجههما وتواجه منطقة الخليج والمنطقة العربية، كما أنهما ينطلقان في ذلك من حرصهما على متانة مجلس التعاون الخليجي لدول الخليج العربية وسعيهما لبقائه كتكتل يجمع شعوب الخليج".