إلى متى؟!
خلال السنتين الأخيرتين تغيَّر مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم أكثر من مرة، سواء على مستوى أعضاء مجلس الإدارة، أو على مستوى الرئاسة. وهذا –بلا شك - يعكس حجم عدم الاستقرار الذي تعانيه كرة القدم السعودية، وآخرها تقديم رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم قصي الفواز استقالته.
لا أتفق تمامًا مع إدارة المنظومة بهذا الشكل الذي نقصي من خلاله الأنظمة واللوائح.. وهذا لا يعني أنني أتفق مع قصي الفواز أو أختلف معه؛ فقبله أيضًا عادل عزت قدم استقالته.. لا يهمني اليوم مَن يرأس الاتحاد، ولكن المهم كيف يدار العمل في منظومة تحكمها أنظمة ولوائح.. وما يحدث ليس حالة صحية لمنظومة مهمة تحظى باهتمام شعبي وإعلامي كبير.
وأقول هنا: أليس قصي الفواز هو ذاته الشخص الذي قبل أشهر اتفقت عليه كل الأندية، وفاز بالتزكية، وكان محل إشادة في كل وسائل الإعلام..؟
لماذا خرج اليوم؟.. أليس قصي الفواز هو مرشحنا لمنصب نائب الرئيس في انتخابات الاتحاد الآسيوي المقبلة؟ كيف سيتم دعمه وهو يغادر اليوم كرسي رئاسة اتحاده؟ وكيف للاتحادات الآسيوية أن تدعم ترشحه في الانتخابات الآسيوية المقبلة؟ وهل يعني هذا أننا أضعنا اليوم المنافسة على كرسي نائب رئيس الاتحاد الآسيوي، وقبله عادل عزت الذي أعلن ترشحه لمنصب رئيس الاتحاد الآسيوي وفجأة اختفى عن المشهد بالكامل؟؟
كل هذا يعطينا مؤشرًا بأننا نعاني في طريقة صناعة القرار الذي بدوره يضعف وجودنا في المنظمات الدولية والقارية، وتأثيرنا أيضًا في صناعة القرار هناك.
لا يهمني اليوم الأسماء بقدر ما يهمني أن يكون لدينا منظومة قوية، تحكمها الأنظمة واللوائح، تعطينا قوة في صناعة القرار، وبناء عمل تراكمي تكاملي، يعطي نتائج إيجابية على المستوى المحلي والخارجي، ويحفظ هيبة القانون داخل منظومة، هي تعمل وتبني قوتها من خلال قوة النظام الذي يحكمها.. وحتى النظام الأساسي للاتحاد في كل مرة نغير فيه؛ ليكون حسبما نريد، ولم نثبت على نظام واحد؛ وهو ما أفقد القانون هيبته.
قد يأتي من يقول إنك تعلم كيف أتى هذا وكيف ذهب ذاك، وهذا لا يعني أن لا نقول إن كل هذا خطأ، فكنت أرجو أن تجتمع الجمعية العمومية، وأن تناقش وتصحح وتبادر، أو أن تسحب الثقة من مجلس إدارة الاتحاد.. لماذا الجمعية العمومية صانعة القرار ليس لها دور في كل ذلك؟
كنت –وما زلت - منذ سنوات ضد مبدأ الانتخابات؛ لأنه في كل مرة يثبت أنه نظام لا يأتي بالأفضل، أو بمعنى أصح لا يتناسب مع ثقافتنا وفهمنا وطريقتنا.. وعندما أردنا تطبيقه كنا –وما زلنا - أبعد ما يكون عنه، ولم نمارسه بالشكل الصحيح.
أرجو أن نعيد اليوم حساباتنا، ونعرف ماذا نريد، ونعمل على تأسيس عمل يُسهم في تطورنا.