أظهرت جلسة حوارية بعنوان "الشرقية في خارطة الإبداع الوطني والإقليمي"، في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء"، أن المنطقة الشرقية مؤهلةٌ لتكون الوجهةَ الأولى للإبداع في المملكة خلال الثلاث سنوات المقبلة.
جاء ذلك في حفل ختام مبادرة (الشرقية تبدع)، التي أطلقها المركز، وشارك بها أكثر من 150 جهة في المنطقة من القطاع الحكومي والخاص وغير الربحي.
وقال المهندس فؤاد الذرمان، وهو أحد مؤسسي مركز إثراء، خلال الجلسة الحوارية: تأثير البيئة العمرانية على مستقبل الإبداع بات ملموسًا.
وأعرَبَ في الوقت ذاته عن أمله ببقاء المنطقة الشرقية الوجهة الأولى للإبداع في المملكة؛ لما لها من تأثير ومحتوى بيئي ومناخ إبداعي مناسب سواءً في التعليم أو ريادة الأعمال أو الأدب والثقافة والفن والسينما، إلى جانب العمل الخيري غير الربحي.
وأوضح رائد الأعمال عبدالله الرابح، خلال مشاركته، أن المنطقة الشرقية تتميز بسِمات جعلتها بيئة خصبة للإبداع.
ولفت إلى وجود 3 مميزات لذلك: أن 50٪ من الطلبة المتفوقين في اختبار القدرات هم من أبناء المنطقة الشرقية، بالإضافة إلى أن أول شركة ناشئة في المملكة تأسست في المنطقة الشرقية، كما تمتاز الشرقية بأنها تتصدر مناطق المملكة من حيث حجم الدخل والإنفاق.
بدوره، وصف الخبير المعماري الدكتور مشاري النعيم، المنطقة الشرقية بأنها ولادة للإبداع؛ لا سيما أن المجتمع في طور الاستيعاب والتغيير؛ مشيرًا لضرورة تأسيس مركز للعمارة والعمران؛ لما للبيئة المعمارية من تأثير على مستقبل صناعة الإبداع.
من جانبه، أوضح الشاعر والسينمائي أحمد الملا، أن المشهد الثقافي الإبداعي يشهد تحولات متنوعة؛ مطالبًا بضرورة استدامة الأثر عبر العمل المؤسسي لتوحيد أثر الاستدامة في الإبداع، وأكد أهمية تنظيم واستقطاب الاستثمارات الإبداعية ومنح فرص أكبر للإنتاج السينمائي الإبداعي؛ لا سيما أن المنطقة الشرقية رائدة في صناعة الأفلام.
إلى ذلك، أفاد المختص في العمل الخيري غير الربحي أحمد الرماح، أن نواة الإبداع متواجدة عبر التاريخ في المنطقة الشرقية، وفي الوقت الحالي يوجد ما يسمى بالابتكار الاجتماعي.
وأضاف: "نعمل في القطاع غير الربحي وهو القطاع الثالث على عمل وقف مستدام وهو بيت خبرة وقفي، من أجل ترسيخ العمل الخيري والحفاظ على التراث".
وأجمع ضيوف الجلسة الحوارية على أنه خلال الثلاثة أعوام المقبلة ستكون المنطقة الشرقية أمام نقلة إبداعية كبرى تؤهلها لتصدر مشهد الإبداع في المملكة، من خلال النهوض العمراني وتنظيم العمل الإبداعي بعيدًا عن الاستنساخ والتكرار، كما في مبادرة "الشرقية تبدع" التي منحت مساحة للتفكير المطلق دون تقييد، وقدمت الإبداع بصورة مغايرة للنمط التقليدي، والتي اختتمت فعالياتها مساء السبت الماضي، بحضور فاق الـ300 ضيف رفيع المستوى من مختلف القطاعات في المنطقة.
بدوره، نوه مدير مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) المكلف عبدالله الراشد، في كلمة ألقاها خلال الحفل، بأن الإبداع ضرورة وليس ترفًا، موضحًا أنه وفقًا لتقديرات اليونسكو؛ فإن الصناعة الإبداعية سجلت إيرادات سنوية تبلغ 2.25 تريليون دولار أمريكي وصادرات علمية تفوق 250 مليار دولار أمريكي، كما يوفر الاقتصاد الإبداعي 30 مليون وظيفة تقريبًا على مستوى العالم.
من جهتها، استعرضت مشرفة مبادرة "الشرقية تبدع" هديل العيسى فكرة نشأة المبادرة التي انطلقت في العام الماضي لتحريك الركود الذي أحدثته جائحة كورونا آنذاك، ثم كبرت المبادرة بمشاركة أكثر من 150 جهة من قطاعات حكومية وجامعات وشركات كبرى وجهات مجتمعية وغير ربحية؛ حيث شهدت المبادرة تناميًا في نسختها الثانية من حيث المؤسسات المشاركة والأفراد.
وقالت "هديل": المبادرة رسمت خارطة الطريق لمؤسسات وأفراد العمل الإبداعي في المنطقة.
وأبانت "العيسى" أن من المتوقع أن تترسخ المبادرة وتنمو خلال الثلاث سنوات المقبلة؛ بحيث تصبح المنطقة الشرقية هي الوجهة الإبداعية في المملكة ونموذجًا فريدًا وموسمًا مستدامًا يُدار من قِبَل المجتمع بشتى أفراده وقطاعاته، بما ينعكس بدوره بشكل ملموس ومؤثر على المنطقة المتوهجة بالإبداع منذ أعوام مضت.