المغش الجيزاني.. أكلة تراثية تنبض بعبق الأرض وروح تهامة

المغش الجيزاني.. أكلة تراثية تنبض بعبق الأرض وروح تهامة
تم النشر في

من بين كنوز التراث الجيزاني، يبرز "المغش" كواحد من أبرز الأطباق الشعبية التي تتوسط المائدة التهامية، ويحمل في نكهاته العريقة وعطره الأصيل حكايا الأجداد وشغف الأجيال بالحفاظ على الموروث الغذائي المحلي.

ويُحضّر المغش داخل أوانٍ فخارية أو حجرية بعناية فائقة، حيث يُطهى لحم الضأن أو الماعز مع ما تجود به أرض جازان الخصبة من خضروات، ويُتوج بمزيج فريد من البهارات التي تفوح منها رائحة التراث.

وبعد إحكام غلق الإناء، يُطهى المغش ببطء داخل التنور أو الفرن لما يقارب ساعتين، فتنتشر الروائح الزكية التي تأسر الحواس، مستحضرة دفء المجالس العائلية، حينما كان الطعام ذاكرةً وهوية، لا مجرد نكهة.

ويعكس المغش مهارة ربات البيوت الجيزانيات، اللواتي يحوّلن كل وجبة إلى لوحة فنية، بفضل استخدام أجود أنواع اللحوم والخضار، وضبط حرارة التنور، وترتيب المكونات بتناسق يضفي على الطبق طابعًا مميزًا.

وتُضفي كل ربة منزل لمستها الخاصة على المغش، فتتنوّع الوصفات من بيت إلى آخر، مع احتفاظها جميعًا بروح الطبق الأصيلة، ليُقدَّم المغش ساخنًا مع الخبز البلدي أو الأرز، فيتحوّل إلى تجربة متكاملة تمزج بين الطعم الأصيل ودفء اللقاءات الاجتماعية.

ويظل المغش، بما يحمله من تفاصيل فنية وتقاليد متوارثة، رمزًا للكرم والضيافة، وتجسيدًا لحرص المجتمع الجيزاني على حفظ تراثه الغذائي ونقله للأجيال، حيث تتحوّل كل وجبة إلى قصة تُروى، وذاكرة تُحيا.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org