دعت اللجنة الإسلامية للهلال الدولي، إحدى المؤسسات المتخصصة لمنظمة التعاون الإسلامي في مجالات العمل الإنساني؛ إلى إحياء ذكرى يوم القانون الدولي الإنساني في دول المنظمة، والذي صادف اليوم الثلاثاء التاسع من مايو.
وأكدت اللجنة في بيانها، الذي حصلت "سبق" على نسخة منه، على "المحافظة على الكرامة الإنسانية" تطبيقًا لأحد المبادئ المنصوص عليها في اتفاقية إنشائها الصادرة عام 1982م، وهو مبدأ الكرامة الإنسانية الذي يقضي بأن "تحرص اللجنة على أن الكرامة الإنسانية بمقوماتها الروحية والأخلاقية مطلب أساسي لعلاقات إنسانية أفضل، تستمدّ صلابتها من توافر عناصر الاحترام والمحبة والخير للبشر جميعًا"، ويأتي هذا المبدأ استلهامًا من قول الله تعالى: "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً".
وأوضح "البيان" أن الكرامة الإنسانية حق طبيعي لكل إنسان، كرمها الله تعالى ورعاها الإسلام واعتبرها مبدأ الحكم وأساس المعاملة، سواء كان الإنسان محسنًا أو مسيئًا، مسلمًا أو غير مسلم؛ من أجل المحافظة على الذات الإنسانية؛ لعموم قول الله تعالى: "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ"، وهذا التكريم ليس قاصرًا على مجرّد الاحترام في حالة السلم، وإنما يشمل حالات المنازعات المسلحة أيضًا.
وأضاف "البيان": أنه في الوقت الذي تحلّ فيه علينا ذكرى يوم القانون الدولي الإنساني، فإنه ما زال يشهد أزمات إنسانية حادّة في عدد من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.
وأشارت "اللجنة" في دعوتها إلى مناسبة مرور 1444 عامًا بالتقويم الهجري عن صدور الوصية الإنسانية الخالدة التي صدرت عن الخليفة الأول أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، يوم 14 صفر سنة "11 هجري" الموافق 9 من مايو سنة "632 ميلادي"، إلى أسامة بن زيد رضي الله عنهما، عندما أرسله بقيادة جيش إلى الشام؛ امتثالًا لوصايا الرسول صلى الله عليه وسلم، بوصيّة جاء فيها: "يا أيها الناس، قفوا أوصيكم بعشر فاحفظوا عني: لا تخونوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا طفلًا صغيرًا ولا شيخًا كبيرًا ولا امرأة، ولا تعقروا نخلًا ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيرًا إلا لمأكله، وسوف تمرّون بأقوامٍ قد فرغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له، وسوف تقدمون على قوم يأتونكم بآنية فيها ألوان الطعام، فإذا أكلتم منها شيئًا بعد شيء فاذكروا اسم الله عليه".
وأضافت "اللجنة": أن هذه الوصايا العشر تعدّ أول وثيقة وجهت في الحروب تضمنت قواعد المعاملة الإنسانية في وقت الحرب، وقدمت هذه التوصية إلى الدورة الثانية والأربعين لمجلس وزراء خارجية الدول الإسلامية المنعقدة في الكويت يومي 27-28 مايو 2015م، واعتمدت بموجب القرار رقم 41/1CHAD الفقرتين 20و 21، بالموافقة على اعتماد يوم 9 مايو من كل عام يومًا وطنيًّا للقانون الدولي الإنساني؛ تخليدًا لذكرى صدور هذه الوصية الإنسانية، ومطالبة الدول الأعضاء بإحياء هذا اليوم واغتنامه فرصة لاتخاذ تدابير ملموسة، لتعزيز القانون الدولي الإنساني والأحكام الإسلامية ذات الصلة، وخاصة القواعد الواردة في الوصية وتطبيقات التراث التاريخي للإسلام، من أجل احترام أحكام هذا القانون في جميع حالات تطبيقه، والعمل على قمع انتهاكاته.