أكد عدد من أولياء أمور طلاب المدرسة التي يعمل بها المعلم "المسيء للذات الإلهية"، موافقتهم وتأييدهم لما أكده متحدث تعليم الباحة لإحدى القنوات الفضائية، أن ما حدث من المعلم حالة فردية ولا تعكس حال الميدان التعليمي بمعلميه (النماذج المضيئة والنخب التربوية الإيجابية)؛ متسائلين عن دور إدارة التعليم خلال الفصل الدراسي الحالي، الذي لم يُشرح فيه لطلاب الصفين الابتدائييْن من المادة المُسنَد للمعلم تدريسها، أغلب المنهج؛ عدا في الأسبوعين الأخيرين، وفيهما بادر معلمو المدرسة بشرح بعض أساسيات المادة؛ لتحقيق الحد الأدنى من المهارات في الاختبار الذي أعده المشرف التربوي لإنقاذ الموقف كجانب إنساني وأبوي.
وأوضح الآباء أن جيل الأطفال والشباب الحالي هم مَن يراهن عليهم سمو ولي العهد في رؤية 2030؛ فلن يسمح بتدمير تعليمهم أو مبادئهم وعقيدتهم وحب الوطن داخل الفصول؛ حيث إن التعليم الصحيح والمحافظة على ساعات العمل والدراسة أحد أساسيات حب الوطن لتحقيق تطلعات ولاة الأمر في رهانهم على جيل المستقبل.
وأكد ولي أمر أحد الطلاب -تحتفظ "سبق" باسمه- أن المعلم لم يشرح المنهج أبدًا، وقد يكون شرح شيئًا بسيطًا جدًّا هذا العام، فاضطر بعض أولياء الأمور لشرح المنهج لأبنائهم، وقال: "ابني لم يكن يعلم ماذا يذاكر قبل الاختبار؛ عدا ما شرحه المعلمون الآخرون في المدرسة، الذين بادروا بالشرح كإنقاذ موقف للطلاب في آخر العام الدراسي".
وأضاف ولي أمر آخر: "لم يدرسوا المنهج بالكامل من المعلم هذا العام؛ عدا واجبات طويلة كلّفهم بها؛ حيث كان يتغيب عن الحصص، وبيّن ابني أن معلميهم كانوا يكلفون بحصص انتظار، وقد قمت بشرح المنهج كاملًا لابني في المنزل لمدة أسبوعين؛ ليحصل على درجات النجاح في الاختبار.
وتابع: "ذكر ابني أن المعلم في حصة واحدة كان شرحه نموذجيًّا لوجود زائر في الفصل، وتَبَيّن فيما بعد أنه أحد مسؤولي مكتب التعليم، وليس مشرف المادة".
وتساءل أولياء الأمور: "هل تعليم الباحة لا يعلم بما يدور في الميدان إلى هذا الحد، حتى تكون التأكيدات بحسن السيرة والسلوك؟ أم أن هناك أمورًا تخفى علينا حول أبنائنا مما يدور داخل أسوار المدارس؟".
فيما علمت "سبق"، بأن المعلم حصل على أداء وظيفي عالٍ للسنة الدراسية الماضية، وأن أداءه وانضباطه كان أفضل من العام الحالي، وأن مجموعة من المعلمين -قرابة 10 مع قائد المدرسة- قد زاروا مكتب التعليم الذي تتبع له المدرسة قبل اختبار نهاية العام، مقدمين شكوى رسمية بما تم، وطلب مخاطبة الجهات الأمنية لطلب حماية الطلاب ومنسوبي المدرسة أثناء فترة الاختبارات.
كما تؤكد مصادر "سبق" أن المشرف المكلف زار المدرسة أكثر من مرة خلال الفصل الدراسي الحالي لتقييم المعلم، وفي جميع الزيارات يكون المعلم غائبًا، ولم يسجل له زيارة أو تقييم لهذا العام، كما أنه تَغَيّب عن الدورات التدريبية وورشة العمل التي أقامها مكتب التعليم لطريقة إعداد الأسئلة للمرحلة الابتدائية، وتم إعداد أسئلة اختبار الطلاب مع مراعاة ألا يكون الطلاب ضحية عدم تلقي المنهج بالطريقة الصحيحة.
وبيّنت المصادر كذلك، أن المعلم دخل المدرسة بالزي غير الرسمي (رياضي)، وأشعل السيجارة داخل المدرسة، وأنه تم الإشعار رسميًّا لمكتب التعليم وبشكل ارتجالي على هواتف أحد قيادات تعليم الباحة، مدعمة بفيديوهات المخالفة؛ ولكن لم يكن هناك تحرك جاد إلا بعد الحلقة الأخيرة "أسئلة الشيطان".
وكانت "سبق" قد انفردت بتفاصيل الأحداث بعنوان: ("شيطان" في ورقة اختبار وسيجارة بالمدرسة.. إبعاد فوري لمعلم بالباحة أساء للذات الإلهية)، بيّن فيه متحدث تعليم الباحة محمد سعيد هضبان، أنه قد "شُكلت لجنة من الجهات ذات العلاقة للشخوص للمدرسة، والوقوف على مجريات ما حدث، وأوصت اللجنة بالإبعاد الفوري للمعلم عن الميدان التعليمي، وعدم تمكينه من الدخول للمدرسة، وحُرر محضر إبعاد معتمد من الجهات ذات الاختصاص في الإدارة العامة للتعليم بالمنطقة".
كما تمت مخاطبة الجهات الأمنية، التي بدورها باشرت مهامها بكل مهنية، والملف حاليًا لدى الجهات الأمنية لإكمال اللازم، كما تعمل الإدارة العامة للتعليم في المنطقة على استيفاء التعامل مع تلك الممارسات التي صدرت من قِبَل المعلم؛ وفق اللوائح والأنظمة.