بلاغات إلهية لأمثال عن حال "المنافقين".. تأملات تدعو للتفكّر والعِظة

ثالث حلقات "سبق" في البرنامج الرمضاني "هدايات قرآنية" مع الباحث "الذكري"
بلاغات إلهية لأمثال عن حال "المنافقين".. تأملات تدعو للتفكّر والعِظة

حَملت الأمثال القرآنية الكثير من الرسائل الربّانية التي تدعو للتفكّر والعظة، ومنها ما تحدّثت عن حال المنافقين، وحذّرت من أفعالهم، ووصفت أحوالهم - عياذاً بالله -؛ كواحدة من البلاغات الإلهية التي جاءت في كتاب الله - جلَّ في علاه - بصور الأمثال القرآنية التي تُبرز المعقول في صورة المحسوس ليتقبله العقل ويستقر في الذهن.

"سبق" وعبر برنامجها الرمضاني "هدايات قرآنية"، تستضيف طوال الشهر الكريم، الباحث الشرعي في الدراسات القرآنية "محمد الذكري"، وتستنبط منه بعضاً من أسرار ومعجزات القرآن الكريم، وتُقدّمها للقارئ عبر سلسلة ومضات يومية لمختارات من بلاغات الإعجاز الإلهي في الأمثال القرآنية.

عقوبة المنافقين

بدايةً قال "الضيف الرمضاني": دين الإسلام دين الصفاء والنقاء في العقيدة والتعامل، ولمّا كانت خطيئة النفاق قد جمعت الكفر مع الاستهزاء العظيم والاستخفاف بصفاء الإسلام كانت عقوبته أشد.. "إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيراً "، وبيّن الله في هذا المثل سوء حالهم والعاقبة السيئة لهم.

حالهم وصفاتهم

وأضاف "الذكري": قال تعالى: "مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ * صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ". وتُشير هذه الآية في المعنى الإجمالي للمثل، أن الله - جّلَّ في علاه - يُخبر عن حال المنافقين الذين أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر في قلوبهم بأنَّ حالهم في ظلمات الكفر والنفاق مع الإسلام وجماله كحال من كان في ظلمة وطلب نوراً ليستضيء به ثم ذهب عنه وزاد في الظلمات والبعد عن النور.

الاستهزاء بالدين وأهله

وعن الفوائد والعِظات من ضرب المثل، لخّصها الباحث الشرعي بقوله: "يأتي في مقدمتها خطورة الاستهزاء بدين الله وأهله.. "وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إلى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ"، ولشناعة ما هم عليه؛ فقد نسب الله فعل الرد عليهم إليه ــ سبحانه ــ فقال: "اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ".

اضطراب وزيادة الخطيئة

وأتبع حديثه عن فوائد وعِظات ضرب الأمثال: تتلخّص ثانياً في أن سيئة النفاق لا تتوقف عند حد معين بل يعاقب صاحبها بالاضطراب والحيرة والزيادة من الخطيئة، كما قال ربنا: "ويمدهم في طغيانهم يعمهون"، فهم يتيهون في طغيان معاصيهم ولا يجدون هادياً لهم.

حجب عن الخير

وختم الباحث "الذكري" حديثه عن ضرب الأمثال: في قوله: "صم بكم عمي فهم لا يرجعون"، دليل على أن المعاصي تحجب صاحبها عن إدراك الخير والرجوع إليه إلا بعد توبة صادقة لله.

وأضاف: قوله تعالى "ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون".. لكبر خطيئة النفاق جاءت نسبة الفعل، في قوله "ذهب الله بنورهم"، إلى الله، ولهوانهم عليه تركهم ليس في ظلمة بل ظلمات ضلال لا تنتهي! ومن بلاغة ضرب المثل هنا أنه شبه ظلمة ما في قلوبهم بالظلمة بعد انطفاء النور بعد وجوده، "فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ"، فالظلمة بعد النور أشد من الظلمة التي لم يسبقها نور.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org