
استبعد وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، في تصريحات إلى "سبق" أي نية لدى الوزارة للتوجه نحو توحيد خطب الجمعة، مشددًا في هذا الصدد على أن خطباء الجمعة قائمون بواجبهم.
وطالب الوزير آل الشيخ كل من انخدع واغتر بجماعة "التبليغ" بمراجعة حساباته وخطواته، محذرًا في هذا الصدد من أن ما تقوم به جماعة التبليغ هو في الواقع يخالف ما ورد في الكتاب وسنة الرسول ﷺ، ويخالف أيضًا توجيهات ولاة الأمر، وقال: "عليهم أن يراجعوا أنفسهم..!".
وجاءت تصريحات وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، إلى "سبق" على هامش رعايته مساء أمس الجمعة ملتقى المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في السعودية، الذي أتى بعنوان "واجب المكاتب التعاونية في تحقيق رؤية السعودية 2030، وتحصين المجتمع من أفكار الجماعات الإرهابية المحظورة (تحصين وتطوير)".
وفي رد الوزير آل الشيخ على سؤال "سبق" عن كيفية ضبط التجاوزات العقدية أو الفكرية قال: كلمة ضبط يصعب تحقيقها 100٪، لكن الوزارة تسعى حثيثًا لنشر الاعتدال والوسطية بين أبناء شعب المملكة العربية السعودية، وبين إخواننا وضيوف السعودية من المقيمين والوافدين للعمل وغيره. مشيرًا إلى أن الوزارة تسعى دائمًا لنشر التحذير من الأفكار الضالة والمتطرفة، ومن الغلاة الذين يضرون بالإسلام والمسلمين.
وحول الدعوات لتوحيد خطب الجمعة رد وزير الشؤون الإسلامية: أما توحيد خطب الجمعة فليس في منظور الوزارة، وخطباء الجمعة -جزاهم الله خيرًا- قائمون بواجبهم، إذا طُلب منهم التحدث في موضوع معين، يستدعي تذكيرهم به، فإنهم لا يقصرون كما عهدناهم.
وبخصوص ملف توظيف العنصر النسائي في المكاتب الدعوية بالوزارة قال آل الشيخ لـ"سبق": النساء موجودات في المكاتب التعاونية وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم، ويعملن من السابق، والنشاط النسائي لا بد من وجوده في كل مرفق من المرافق التي تخدم الدعوة الإسلامية فيما يخص المرأة.
وزاد: لا بد أن نعلم أن السعودية - ولله الحمد- وصلت إلى درجة كبيرة من الثقة بالمرأة، وإعطائها الفرصة للقيام بواجبها وفق ما يُرضي الله سبحانه ورسوله ﷺ، ووفق ما يحفظ لها عاداتها الكريمة وتقاليدها الفاضلة.
وفي شأن التحذير من جماعة التبليغ قال آل الشيخ لـ"سبق": المملكة العربية السعودية تنهج المنهج الوسطى المعتدل، وتنبذ التطرف والغلو وكل ما يخرج عن منهج رسول الله ﷺ المستقى من كتابه الله العظيم. مضيفًا: فكل جماعة تخرج عن الاعتدال والوسطية، وتدعو إلى ما لم يأتِ به أصحاب رسول الله ﷺ، فالسعودية تقف في وجهها حماية للدين والوطن والمجتمع. ومن هذه الجماعات جماعة "التبليغ".
مستدركًا: لكن جماعة "الإخوان المسلمين" شرهم ظهر وبان واتضح، بينما جماعة التبليغ لم يظهر للناس إلى الآن ما هم فيه لأمرين: أولاً: كثير ممن انضم وانضوى تحت لواء هذه الجماعة كلهم من البسطاء وقليلي العلم والمعرفة والخبرة. ولأجل ذلك نسأل الله سبحانه أن يبصرهم، وأن يهديهم لسماع العلماء، وأخذ نصائحهم وفتواهم؛ فهم يعرفون خبايا مثل هذه الجماعات.
وأضاف بأن النوع الثاني أمرهم إلى الله، ومتى استطار شرهم فإن هناك شرع مطهر ودولة قوية، والجميع يتحاكم إلى شرع الله، وسيحفظ الله هذه البلاد منهم ومن غيرهم.
كما وجَّه وزير الشؤون الإسلامية نصيحة لجميع من اغتر بجماعة التبليغ قائلاً: أنصحه بأن يراجع حساباته وخطواته، وأن يتقيد ويلتزم بما ورد في كتاب الله وسنة رسوله ﷺ وفق منهج السلف الصالح.
واختتم الدكتور آل الشيخ تصريحه إلى "سبق" في شأن هذه الجماعة: ما تقوم به جماعة التبليغ هو في الواقع يخالف ما ورد في الكتاب وسنة الرسول ﷺ، ويخالف أيضًا توجيهات ولاة الأمر. وأسال الله لهم الهداية والتوفيق، وأن يراجعوا أنفسهم..!
وفيما يأتي نص اللقاء الصحفي الذي عقده أمس وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ مع وسائل الإعلام بحضور "سبق"، وذلك على هامش رعايته مساء أمس الجمعة ملتقى المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في السعودية.
* إلى ماذا يهدف وأهمية إقامة مثل هذا الملتقى تحت هذا العنوان تحديداً؟
هذا الملتقى أطلقته الوزارة ملتقى المكاتب التعاونية الأول وتحت مسمى واجب المكاتب التعاونية في تحقيق رؤية 2030 وتحصين المجتمع من الأفكار الضالة وأفكار الجماعات الممنوعة مثل الإخوان المسلمين وغيرهم، وأيضاً الدعوة إلى الاعتدال والوسطية ونبذ الفتن وأسبابها وهي تحقيق لرؤية خادم الحرمين الشريفين لنشر الاعتدال والوسطية الذي أمرنا الله به سبحانه وتعالى في محكم كتابه وعلى لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته وهذا المنهج المعتدل الوسطي الذي خرج بعض الناس وأثر تأثيراً سيئاً وسلبياً على الإسلام قبل كل شيء كدين وأضروا به أيضاً أثروا على المجتمعات الإسلامية من خلال نشر مبادئ الغلو والتطرف والإرهاب، وخادم الحرمين الشريفين الملك الصالح سلمان بن عبدالعزيز أيده الله وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز جادان في محاربة الفكر المتطرف وجادان في نشر الاعتدال والوسطية في داخل المملكة وفي خارج المملكة من خلال نشر الوعي بين المسلمين وتحذيرهم من الأفكار الضالة التي أوصلت بعض المجتمعات الإسلامية إلى ما وصلت إليه من فتن واقتتال وحروب وتدمير، وهذا لا شك لا يرضي الله سبحانه وتعالى ولا يرضي رسوله ــــــ صلى الله عليه وسلم ــــــ؛ ولأجل ذلك حرصت المملكة العربية السعودية وهي رائدة العالم الإسلامي أن تسعى حثيثة لنشر الفكر المعتدل الوسطي ونبذ الغلو والتطرف بأنواعه.
* ورد ضمن التوصيات في الملتقى ضبط التجاوزات بشكل عام الفكرية والعقيدة أو غيرها كيف سيتم مراقبة التجاوزات وهناك دعوات لتوحيد الخطب هل فيه إمكانية لهذا المشروع؟
أولاً كلمة ضبط كلمة يصعب تحقيقها مئة في المئة ولكن الوزارة تسعى حثيثة لنشر الاعتدال والوسطية بين أبناء الشعب المملكة العربية السعودية وبين إخواننا وضيوف المملكة العربية السعودية من الوافدين في هذه البلاد المباركة من العمل وغيره ونشر التحذير من الأفكار الضالة والمتطرفة ومن الغلاة الذين يضرون بالإسلام والمسلمين، أما توحيد الخطب فليس منظور الوزارة، والخطباء جزاهم الله خيراً قائمون بواجبهم وإذا طلب التحدث معهم في موضوع معين يستدعي تذكيرهم به فإنهم لا يقصرون بالعادة كما جربناهم.
* هل هناك استراتيجية معينة لمحاربة التطرف في داخل المملكة؟
المملكة بقضها وقضيدها ابتداء من الملك الصالح وولي عهده الأمير إلى أصغر مواطن كلهم يحاربون التطرف ويبحثون عن الاعتدال والوسطية ويتمسكون بما لاقوه من أذى من المتطرفين من خلال ما قاموا به من جرائم من قتل وتفجير وتخريب المملكة العربية السعودية، وهي من أكثر الدول التي عانت من الإرهابيين ومن أصحاب الأفكار الضالة والذين تشبعوا بالغلو وتشبعوا بالحقد والكراهية على المعتدلين وعلى الوسطيين وهم ولله الحمد قله أوشكت أن تضمحل بفضل الله ثم بفضل جهود قيادة هذه البلاد المباركة من تطبيق شرع الله سبحانه وتعالى من كل خارج على هذه الدولة أو على هذا الدين المبارك.
* ما هي الاستراتيجية في نشر الدعوة داخل المملكة وفي خارجها؟
منها ولله الحمد هذا الملتقى الكبير الذي تم ولأول مرة (406) جميعة تعاونية في مناطق المملكة وأيضاً حضور هذا الكم الكبير من أصحاب الفضيلة والمتخصصين في هذا الشأن، وهذا جزء من عمل الوزارة لتحقيق هذه الاستراتيجية وقامت هذه الوزارة بفضل الله سبحانه وتعالى بتوجيه الدعاة جميعاً ومدارس تحفيظ القرآن وتوجيه الخطباء بالأخذ بالاعتدال والوسطية والابتعاد عن الغلو والتطرف أو دعاة الغلو والتطرف ولله الحمد وجدت استجابة من الجميع وأيضاً الشعب السعودي النبيل في غاية الوعي والإدراك بما يحاط به من شرور؛ ولأجل كان له موقف صارم في الابتعاد عن دعاة الفتنة ومن الإخوان المسلمين وغيرهم ممن يثيرون الشعوب ويهيجون الشعوب ويدفعونهم إلى الحرائق والفتن والتدمير لبلادهم ومواطنيهم.
* تضمنت رؤية المملكة 2030 منهجاً واضحاً في رسم الوسطية والاعتدال أولاً نبارك لكم هذا التجمع للمكاتب التعاونية هل هناك خطة للوزارة مستقبلية أن تتضمن هذه المكاتب العنصر النسائي؟
هم الآن موجودون في الجمعيات التعاونية في جمعيات تحفيظ القرآن الكريم موجودون ويعملون من قديم والنشاط النسائي لا بد من وجوده في كل مرفق من المرافق التي تخدم الدعوة الإسلامية فيما يخصهن وفيما يوكل لهن، ولا بد أن نعلم أن المملكة ولله الحمد الآن وصلت إلى درجة من الثقة بالمرأة وأعطاها الفرصة للقيام بواجبها وفق ما يرضي الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ووفق ما يحفظ لها عاداتها الكريمة وتقاليدها الفاضلة.
* الجهاز الأمني في الدولة في تطور كبير كما شاهدت إحباط المحاولة الإرهابية الأخيرة، رسالتكم في إحباط هذه العملية ؟
أولاً أكثر من رسالة، الرسالة الأولى لجنودنا المرابطين على الحدود وأقول لهم شكراً لكم فجزاكم الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء وإن ما تقومون به من جهاد عظيم في سبيل الدفاع عن هذا الوطن ومقدساته وعن المواطنين هو أجره عند الله ــــــ سبحانه وتعالى ــــــ نرجو الله أن يحفظهم وأن يعيدهم لأهاليهم سالمين غانمين، وأن يدحر أعداءهم أعداء الدين والحوثيين وغيرهم من المجرمين، أما رسالتي لرجال الأمن هم منا وأبناء لنا وإخوان لنا وأبناء رجال هذا الوطن من الأبناء المخلصين الذين يبذلون كل ما في وسعهم لحماية أمننا واستقرارنا في جميع الأوقات وفي كل الساعات، وكانوا عيناً ساهرة للحفاظ على الأمن والاستقرار وللدفاع عن الدين والوطن ولتحقيق ما يصبو إليه قادة هذا الوطن المبارك من أمن واستقرار ورخاء لهذا الوطن، فأقول لهم جزاكم الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء وما تقومون به سعي مشكور وعمل منظور فجزاهم الله الجنة.
* التركيز الآن على جماعة الإخوان المسلمين طبعاً سياسة المملكة هي الآن ضد التحزبات هناك جماعات مثلاً للتبليغ؟
المملكة العربية السعودية تنهج المنهج المعتدل الوسطي وتنبذ التطرف والغلو وتنبذ كل ما يخرج عن منهج رسول الله ــــــ صلى الله عليه وسلم ــــــ المستقى من كتابه كتاب الله العظيم فكل جماعة تخرج عن الاعتدال والوسطية وتدعو إلى ما لم يأت به أصحاب رسول الله ـــــ صلى الله عليه وسلم ـــــ فالمملكة تقف في وجهه حماية للدين وحماية للناس ومن هذه الجماعات جماعة التبليغ، لكن جماعة الإخوان المسلمين شرهم ظهر وبان واتضح وجماعة التبليغ لم يبن للناس إلى الآن ما هم فيه، لأمرين الأمر الأول أن كثيراً ممن انطووا تحت لواء هذه الجماعة كلهم من البسطاء وقليلي العلم والمعرفة والخبرة ولأجل ذلك نسأل الله سبحانه وتعالى أن يبصرهم وأن يهديهم لسماع العلماء وأخذ نصائح العلماء وفتواى العلماء الذين يعرفون مثل هذه الفئات. النوع الثاني أمرهم لله سبحانه وتعالى ومتى ما استطال شرهم فإن هناك دولة قوية وهناك شرع مطهر والجميع إلى شرع الله سبحانه وتعالى، وسيحفظ هذه البلاد منهم وغيرهم وأنصح الجميع بمن اغتر بهذه الجماعة أن يراجع حساباته وخطواته وأن يتقيد بما ورد في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وفق منهج السلف الصالح وما تقوم به جماعة التبليغ هو في الواقع يخالف سنة الرسول ـــــ صلى الله عليه وسلم ــــــ ويخالف ما ورد في الكتاب والسنة ويخالف أيضاً توجيهات ولاة الأمر أسأل الله سبحانه لنا ولهم الهداية والتوفيق وأن يراجعوا أنفسهم قبل أن يراجعوا هم.