تشهد منطقة تبوك في ظل الحالة الجوية التي تمر بها خلال هذه الفترة، موجة قطبية أدت إلى تساقط الثلوج عند الساعة الواحدة فجرًا من صباح اليوم، على معظم جبال مركز اللوز في مشهد اعتادته منطقة تبوك كل عام.
وشكّلت المناطق التي زادها الثلج جمالًا على جمالها الطبيعي، وجهة سياحية لأهالي تبوك وزائريها ممن قَدِموا من مختلف المناطق لرصد الثلوج، والاستمتاع بجمال تلك الوجهات وروعتها والثلج يغطي مرتفعاتها والسهول، مستبشرين بتلك المناظر ومتناقلين صورها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
من ناحيته، قال مدير فرع المركز الوطني للأرصاد بالشمالية فرحان العنزي: الهطولات الثلجية في شمال المملكة -وخاصة "جبال اللوز" وما جاورها- تعتمد على عاملين أساسيين هما: الأول يتعلق بمدى تعمق ومسار تحرك المنخفض القطبي مع توفر رطوبة مناسبة؛ حيث إنه في الغالب يلامس المنطقة الشمالية الغربية "منطقة علقان وجبل اللوز"، وقد يتعمق أكثر جنوبًا ويؤثر على جبال حسمى غرب تبوك، ونادرًا ما يصل تأثيره إلى جنوب منطقة تبوك حيث جبال الحرة.
وأضاف: الأساس الثاني هو مدى نزول خط التجمد؛ حيث إن المنخفضات القطبية يصاحبها هبوط مستوى التروبوز؛ وبالتالي هبوط مستوى طبقات الغلاف الجوي، ويبحث المهتمون بالطقس عن بعض الخطوط المعروفة بالخطوط الثلجية مثل خط 540 في طبقة الـ500 mb وخط 130 في طبقة 850 mb.
وأشار "العنزي" إلى أن ذلك يعطي احتمالية هطول الثلوج على مستوى سطح الأرض وهي: خطوط مرسومة في خرائط الطقس تُعبّر عن مدى ارتفاع أو هبوط الطبقة؛ وبالتالي مدى تعمق المنخفض؛ لافتًا إلى أن المقياس الحقيقي هو درجة حرارة الصفر المئوي على أي مستوى؛ وبالتالي نوع الهطول الذي يحدث.
وذكر أن أنواع الهطولات تكون ثلوج قطنية، عند درجات الحرارة التي تحت الصفر المئوي، وعلى شكل حبيبات جليدية المعروفة بالسليت في المستويات المتداخلة فيها درجات الحرارة بين الصفر المئوي أو أعلى أو أقل منه، وهطول على شكل مطر على الارتفاعات التي تكون فيها درجات الحرارة أعلى من الصفر المئوي، إلى جانب ارتفاع الجبال لتكون أكثر عُرضة لتلك الهطولات من غيرها بسبب تدني درجات الحرارة فيها مع الجبهات الهوائية الباردة؛ حيث تكون أقل من الصفر المئوي.
من جهة أخرى، كثفت العديد من الجهات الحكومية في منطقة تبوك على امتداد الطرق المؤدية لمواقع تساقط الثلوج، من تمركزها، مجهّزة بآلياتها المختلفة لمواجهة أي خطر قد يحدث نتيجة الكثافة الحركية من قِبَل الأهالي والزوار الذين توافدوا منذ ساعات الفجر الأولى إلى تلك المواقع.