انطلقت السبت الماضي المبادرة الأضخم من نوعها على مستوى التعليم الرقمي، وهي مبادرة البرامج الجامعية القصيرة "MicroX" إحدى مبادرات برنامج تنمية القدرات البشرية -أحد برامج رؤية السعودية 2030-، والتي يعمل على تنفيذها المركز الوطني للتعليم الإلكتروني ضمن منظومة التعليم والتدريب الرقمي "FutureX" ليصبح تقديم المعرفة والمهارات أبسط ويتجاوز حدود المكان والزمان.
تمكّن مبادرة "MicroX" الجامعات السعودية من تقديم برامج مهنية حديثة مواكبة لمهارات المستقبل لتتلاءم مع متطلبات سوق العمل سريعة التغيير، لتصبح المبادرة حلقة وصل بين القطاعات وأصحاب الصناعة وبين المؤسسات الأكاديمية ليتم تصميم البرامج بشكل متقن ويخضع للتقييم والرقابة ضمن حوكمة متقنة للبرامج الجامعية القصيرة المختارة.
وأكد مصدر في المركز الوطني للتعليم الإلكتروني أن موقع "MicroX" الإلكتروني شهد إقبالاً كبيراً في الأيام الأولى لإطلاق المبادرة، حيث بلغ عدد الزيارات للموقع أكثر من نصف مليون زيارة، للاطلاع على المبادرة ومعرفة المزيد من التفاصيل، كما وصل عدد المسجلين في المبادرة حتى الآن أكثر من 14,500 متعلم من مختلف الفئات ومن جميع مناطق المملكة من طريف شمالاً حتى شرورة جنوباً، ومن الجوف غرباً حتى جزيرة تاروت في أقصى شرق المملكة.
ويعد هذا الانتشار واحدًا من أقوى وأهم مميزات مبادرة "MicroX" التي لا ترتبط بمكان وزمان حيث تُقدّم الجامعات السعودية هذه البرامج بنمط رقمي بالكامل للمستفيدين في أرجاء المملكة، ليصبح في المستقبل القريب أي متعلم في محافظة بعيدة أو في قرية نائية من الممكن أن يحصل على شهادة معترف بها لهذه البرامج الجامعية القصيرة من إحدى الجامعات السعودية الكبرى مثل جامعة الملك سعود أو جامعة الملك عبدالعزيز أو جامعة الملك خالد، أو غيرها من الجامعات السعودية، بعد أن كانت مقتصرة تماماً على أبناء المنطقة أو تستلزم الحضور لإجراء الاختبارات وخلافه.
وبخلاف المزايا الأخرى التي تتسم بها مبادرة البرامج الجامعية القصيرة، مثل مرونتها وأنها قصيرة تقدم بنمط رقمي بالكامل، كما أنها قائمة على نواتج التعلم لتتيح اكتساب المهارات المستهدفة بطريقة مركزة وأيضاً قائمة بتعاون الخبراء حيث تم تطويرها بتعاون المؤسسات وروّاد الصناعات المختلفة لنقل الخبرة، بالإضافة إلى أن هذه البرامج تنتهي باختبارات محوكمة، إذ يمكن للمستفيد اختيار أقرب مقر له وبدء الاختبار فيه، حيث تضمن هذه الاختبارات الموحّدة جودة أعلى للمخرجات، كما يتم فيها تقييم المستفيدين وقياس مدى تحقيقه للمهارات والمعرفة عبر مقاييس محوكمة وممنهجة بمعايير واضحة.
إلى ذلك، بدأت المبادرة بإطلاق 12 برنامجاً جامعياً قصيراً من أصل 350 برنامجًا، وسيتم إطلاقها خلال الأربع سنوات القادمة، وذلك بالتعاون مع القطاعات الحيوية من الوزارات والهيئات والمراكز وبتقديم الجامعات السعودية، لتساهم في تنمية مهارات المتعلمين وتطوير القدرات البشرية الوطنية لتعزيز تنافسيتها عالمياً بما يتوافق مع مستهدفات برنامج تنمية القدرات البشرية ورؤية السعودية 2030، ليتمكنوا من المساهمة في تحقيق التنمية المستدامة.