"فبيني وبينك رمل عالج".. سحر "النفود الكبير" ورواياته.. حصن رائع مخيف!

جغرافيا منوعة ومناظر خلابة.. رمال ذهبية وكثبان وحياة برية وتمرّس للعيش
"فبيني وبينك رمل عالج".. سحر "النفود الكبير" ورواياته.. حصن رائع مخيف!

يُعد النفود الكبير أحد أهم وأشهر معالم المملكة العربية السعودية، ويمتد لمسافة تزيد على 350 كلم من جهة الشرق صوب الغرب، ونحو 225 كلم من الشمال صوب الجنوب، وكان يُعرف قديمًا برمال "عالج"؛ لِعِظم وكِبَر رماله، حيث تمثل درعاً يصعب على من هم في الخارج الوصول إلى منطقة الجبلين، وقد قيل قديماً: "فبيني وبينك رمل عالج".

وتقع أجزاء واسعة من النفود في زمام محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية، حيث يشغل مساحة تقدر بنحو (65.000 كلم2) أي نحو (3.2%) من مساحة المملكة العربية السعودية، ويشتهر النفود بجغرافيته المتنوعة ومناظره الخلابة، فمن رمال ذهبية إلى حمراء وأخرى بيضاء وصفراء.

ويظهر في النفود الكبير كل أشكال الكثبان الرملية من كثبان طولية، إلى هلالية وقبابية، وكذلك نجمية ضخمة إلى متحولة متموجة، وتمثل هذ الكثبان بكل أشكالها بحارًا من الرمال المتلاطمة يصعب على القوافل والمسافرين تجاوزها، إلا أن التأقلم البيئي هيّأ لقاطني النفود الكبير معرفة مسالكه ودروبه، واعتادوا وتمرسوا على العيش والسير فيه.

وعلى مستوى الحياة البرية فيكتنف النفود الكبير أشكال متنوعة من الحياة البرية، كانت في قمة ازدهارها في العصور السابقة، فقد كان ملجأً للحيوانات المتنوعة مثل الأرانب والوضيحي وغيرها، وكانت تعيش في مراتع طبيعية، وتقتات وترعى من شجر النصي والأرطى والغضا والأعشاب الربيعية المختلفة، وقلما كانت تحتاج للمياه.

ووصف الرحالة الأوائل النفود بأنه أشبه ما يكون بحديقة غنّاء تعيش فيها مجموعات متنوعة من الكائنات البرية، وتزدهر فيها أشجار وشجيرات غنية تنمو بشكل طبيعي خاصة في المواسم التي تشهد أمطارًا غزيرة.

وممن مرّ بالنفود الكبير من الرحالة الغربيين الرحالة الفنلندي جورج أوغست كأول رحالة غربي اجتازه، كذلك الرحالة الإنجليزية الليدي آن بلنت كأول امرأة غربية قطعته، وأعجبوا جميعهم بطبيعة النفود، ومنهم من وصفه بالرائع والمخيف، وكذلك أطلق بعضهم عليه حصن وسط الجزيرة العربية.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org